كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحسين بن مطير ونسبه

صفحة 284 - الجزء 16

  علا خلقه خلق الرجال وخلقه ... إذا ضاق أخلاق الرجال رحيب

  / إذا شاهد الفؤاد سار أمامهم ... جريء على ما يتقون وثوب

  وإن غاب عنهم شاهدتهم مهابة ... بها يقهر الأعداء حين يغيب

  يعف ويستحي إذا كان خاليا ... كما عف واستحيا بحيث رقيب

  فلما أنشدها المهديّ أمر له بسبعين ألف درهم وحصان جواد.

  مسكنه

  وكان الحسين من الثعلبية⁣(⁣١)، وتلك داره بها. قال ابن أبي سعد: وأرانيها الشيخ.

  يمدح المهدي بأبيات فيعطيه لكل بيت ألف درهم

  أخبرني محمد بن خلف وكيع، قال: حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني عبد اللَّه بن أبي سعد، عن إسحاق بن عيسى، قال:

  دخل الحسين بن مطير على المهدي، فأنشده قوله:

  لو يعبد الناس يا مهدي أفضلهم ... ما كان في الناس إلا أنت معبود

  أضحت يمينك من جود مصوّرة ... لا بل يمينك منها صوّر الجود

  لو أن من نوره مثقال خردلة ... في السود طرا إذن لا بيضت السود

  فأمر له لكل بيت بألف درهم.

  المهدي يطرده لمدحه معن بن زائدة

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار، قال: حدّثني أحمد بن سليمان بن أبي شيخ، قال: حدّثني أبي، قال:

  خرج المهديّ يوما، فلقيه الحسين بن مطير، فأنشده قوله:

  أضحت يمينك من جود مصوّرة ... لابل يمينك منها صوّر الجود

  فقال: كذبت يا فاسق، وهل تركت من شعرك موضعا لأحد، بعد قولك في معن بن زائدة حيث تقول:

  ألَّما بمعن ثم قولا لقبره ... سقيت الغوادي مربعا ثم مربعا

  أخرجوه عني، فأخرجوه.

  / وتمام الأبيات:

  /

  أيا قبر معن كنت أوّل حفرة ... من الأرض خطت للمكارم مضجعا⁣(⁣٢)

  أيا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البر والبحر مترعا


(١) الثعلبية: موضع بجوار زبالة التي كان يسكنها الحسين.

(٢) كذا في ف. وفي الأصول: للسماحة.