كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحسين بن مطير ونسبه

صفحة 285 - الجزء 16

  بلى قد وسعت الجود والجود ميت ... ولو كان حيا ضقت حتى تصدعا

  فتى عيش في معروفه بعد موته ... كما كان بعد السيل مجراه ممرعا⁣(⁣١)

  أبى ذكر معن أن تموت فعاله ... وإن كان قد لاقى حماما ومصرعا

  أشعر العباسيين

  أخبرني أحمد بن يحيى بن عليّ بن يحيى إجازة⁣(⁣٢) قال: حدّثني ابن مهرويه قال: حدّثني عليّ بن عبيد الكوفي⁣(⁣٣) قال: حدّثني الحسين بن أبي الخصيب الكاتب عن أحمد بن يوسف الكاتب، قال:

  كنت أنا وعبد اللَّه بن طاهر عند المأمون وهو مستلق على قفاه، فقال لعبد اللَّه بن طاهر: يا أبا العباس، من أشعر من قال الشعر في خلافة بني هاشم؟ قال: أمير المؤمنين أعلم بهذا وأعلى عينا. فقال له: على ذاك فقل، وتكلم أنت أيضا يا أحمد بن يوسف. فقال عبد اللَّه بن طاهر: أشعرهم الذي يقول:

  أيا قبر معن كنت أوّل خطة ... من الأرض خطت للمكارم مضجعا⁣(⁣٤)

  فقال أحمد بن يوسف: بل أشعرهم الذي يقول:

  وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخّر عنه ولا متقدم⁣(⁣٥)

  / فقال: أبيت يا أحمد إلا غزلا! أين أنتم عن الذي يقول:

  يا شقيق النفس من حكم ... نمت عن ليلي ولم أنم⁣(⁣٦)

  أبو عبيدة يعجب بشعره

  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثنا أبو خليفة عن التّوزي، قال: قلت لأبي عبيدة: ما تقول في شعر الحسين بن مطير؟ فقال: واللَّه لوددت أن الشعراء قاربته في قوله:

  مخصرة الأوساط زانت عقودها ... بأحسن مما زينتها عقودها

  فصفر تراقيها، وحمر أكفها ... وسود نواصيها، وبيض خدودها

  وصفه للسحاب والمطر

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش، قال: أنشدنا محمد بن يزيد للحسين بن مطير، قال:

  كان سبب قوله هذه الأبيات أن واليا ولي المدينة، فدخل عليه الحسين بن مطير، فقيل له: هذا من أشعر الناس. فأراد أن يختبره، وقد كانت سحابة مكفهرة نشأت، وتتابع منها الرعد والبرق، وجاءت بمطر جود. فقال له: صف هذه السحابة. فقال:


(١) في «شرح التبريزي» على «الحماسة» (٢: ٣ بولاق): مرتعا.

(٢) كذا في ف. وفي الأصول: أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار.

(٣) كذا في ف. وفي الأصول: علي بن عبيد اللَّه الكوفي.

(٤) كذا في ف. وفي الأصول: ... حفرة ... للمكارم مضجعا.

(٥) البيت مع أبيات أخرى لأبي الشيص. («الشعر والشعراء» لابن قتيبة ص ٥٣٥ و «الأغاني» آخر هذا الجزء.)

(٦) البيت مطلع قصيدة لأبي نواس.