كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار المغيرة بن شعبة ونسبه

صفحة 328 - الجزء 16

  من أين أقبلت يا أعرابي؟ قال: من / السماوة. قال: فكيف تركت الأرض خلفك؟ قال: عريضة أريضة⁣(⁣١). قال:

  وكيف كان المطر؟ قال: عفّى الأثر، وملأ الحفر. قال: ممن أنت؟ قال: من بكر بن وائل. قال: فكيف علمك بهم؟ قال: إن جهلتهم لم أعرف غيرهم. قال: فما تقول في بني شيبان؟ قال: سادتنا وسادة غيرنا. قال: فما تقول في بني ذهل؟ قال: سادة نوكى. قال: فقيس بن ثعلبة؟ إن جاورتهم سرقوك، وإن ائتمنتهم خانوك: قال: فبنو تيم اللَّه بن ثعلبة؟ قال: رعاء البقر⁣(⁣٢)، وعراقيب الكلاب. قال: فما تقول في بني يشكر؟ قال: صريح تحسبه مولى.

  (قال هشام: لأن في ألوانهم حمرة). قال: فعجل؟ قال: أحلاس⁣(⁣٣) الخيل. قال: فحنيفة؟ قال: يطعمون الطعام، ويضربون الهام. قال: فعنزة! قال: لا تلتقي بهم الشفتان لؤما⁣(⁣٤). قال: فضبيعة أضجم؟⁣(⁣٥) قال: جدعا وعقرا⁣(⁣٦).

  قال: فأخبرني عن النساء. قال: النساء أربع: ربيع مربع، وجميع تجمع، وشيطان سمعمع، وغلّ لا يخلع⁣(⁣٧).

  قال: / فسّر. قال: أما الربيع المربع فالتي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أقسمت عليها أبرّتك؛ وأما التي هي جميع تجمع، فالمرأة تتزوجها ولها نشب، فتجمع نشبك إلى نشبها؛ وأما الشيطان السمعمع، فالكالحة في وجهك إذا دخلت، والمولولة في أثرك إذا خرجت؛ وأما الغل الذي لا يخلع، فبنت عمك السوداء القصيرة، الفوهاء الدميمة، التي قد نثرت لك بطنها، إن طلقتها ضاع ولدك، وإن أمسكتها فعلى جدع أنفك. فقال له المغيرة: بل أنفك. ثم قال له: ما تقول في أميرك المغيرة بن شعبة؟ قال: أعور زنّاء. فقال الهيثم: فض اللَّه فاك! ويلك! هذا الأمير المغيرة.

  فقال: إنها كلمة واللَّه تقال. فانطلق به المغيرة إلى منزله، وعنده يومئذ أربع نسوة، وستون أو سبعون أمة. قال له:

  ويحك! هل يزني الحر وعنده مثل هؤلاء؟ ثم قال لهن المغيرة: ارمين إليه بحلاكن. ففعلن، فخرج الأعرابي بملء كسائه ذهبا وفضة.

  ينصح عليا ثم يغشه

  أخبرني عبيد اللَّه بن محمد، قال: حدثنا الخرّاز، عن المدائني، عن أبي مخنف، وأخبرني أحمد⁣(⁣٨) بن عيسى العجلي قال: حدثنا الحسن بن نصر، قال: حدثني أبي نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد⁣(⁣٩)، عن أبي مخنف عن رجاله:


(١) أرض أريضة: معشبة خصبة.

(٢) ف، مب: النقد، وهي صغار الغنم.

(٣) أحلاس الخيل: شجعان فرسان، ملازمون لركوب الخيل.

(٤) لعله يريد أنهم لا يكفون عن ثلب الناس والفخر عليهم.

(٥) كذا في ف، مب. وفي أ، م، ج: أحجم. تحريف. وضبيعة أضجم. هو ضبيعة بن أسد بن ربيعة، أو ضبيعة بن ربيعة بن نزار، وهو المعروف بالأضجم، كما في «المقدمة الفاضلية» لابن الجواني النسابة؛ ومعناه: المعوج الفم. وضبيعة بن أسد بن ربيعة؛ قال ابن دريد: وهي ضبيعة أضجم.

(٦) جدعا وعقرا: دعاء عليهم بالجدع والعقر، يريد أصابهم الاستئصال والفناء.

(٧) ذكر صاحبا «اللسان» و «التاج» كلام ابن لسان الحمرة في وصف النساء أتم تفصيلا مما ذكره المؤلف هنا. قالا: «النساء أربع: فربيع مربع، وجميع تجمع، وشيطان سمعمع، وغل لا يخلع. فقال: فسر. قال: الربيع المربع: الشابة الجميلة التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أقسمت عليها أبرتك. وأما الجميع التي تجمع: فالمرأة تتزوّجها ولك نشب، ولها نشب، فتجمع ذلك. وأما الشيطان السمعمع: فهي المرأة الكالحة في وجهك إذا دخلت، المولولة في إثرك إذا خرجت. قال: وأما الغل التي لا تخلع: فبنت عمك القصيرة الفوهاء: الدميمة السوداء، التي نثرت لك ذا بطنها، فإن طلقتها ضاع ولدك، وإن أمسكتها أمسكتها على مثل جدع أنفك».

وفي «اللسان»: امرأة سمعمعة: كأنها غول أو ذئبة. والورهاء: التي لا تعني بالكحل. وهي رواية الأصول عدا ف، مب.

(٨) ج: محمد.

(٩) ف: شبة.