كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن بشير الخارجي ونسبه

صفحة 337 - الجزء 16

  وإنّ مثلي متى يسمع مقالتكم ... ويعرف العين يندم قبل أن يجبا⁣(⁣١)

  إني وما كبّر الحجّاج تحملهم ... بزل المطايا بجنبي نخلة عصبا⁣(⁣٢)

  وما أهلّ به الداعي وما وقفت ... عليا ربيعة ترمى بالحصى الحصبا⁣(⁣٣)

  جهدا لمن ظن أني سوف أظعنها ... عن ربع غانية أخرى لقد كذبا⁣(⁣٤)

  أأبتغي الحسن في أخرى وأتركها ... فذاك حين تركت الدين والحسبا⁣(⁣٥)

  وما انقضى الهم من سعدى وما علقت ... مني الحبائل حتى رمتها حقبا⁣(⁣٦)

  وما خلوت بها يوما فتعجبني ... إلا غدا أكثر اليومين لي عجبا⁣(⁣٧)

  بل أيها السائلي ما ليس يدركه ... مهلا فإنك قد كلفتني تعبا⁣(⁣٨)

  كم من شفيع أتاني وهو يحسب لي ... حسبا فأقصره من دون ما حسبا⁣(⁣٩)

  فإن يكن لهواها أو قرابتها ... حب قديم فما غابا ولا ذهبا

  هما عليّ: فإن أرضيتها رضيا ... عني وإن غضبت في باطل غضبا

  / كائن ذهبت فردّاني بكيدهما ... عما طلبت وجاءاها بما طلبا⁣(⁣١٠)

  وفد ذهبت فلم أصبح بمنزلة ... إلا أنازع من أسبابها سببا

  ويلمّها خلَّة لو كنت مسجحة ... أو كنت ترجع من عصريك ما ذهبا

  أنت الظعينة لا ترمى برمتها ... ولا يفجّعها ابن العم ما اصطحبا⁣(⁣١١)

  يغضب لعربية تزوّجت مولى ويفرّق بينهما

  أخبرني عيسى بن الحسين، قال: حدّثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني سليمان بن عياش السعدي، قال:

  قدم أعراب من بني سليم أقحمتهم السنة إلى الرّوحاء، فخطب إلى بعضهم رجل من الموالي من أهل الروحاء، فزوّجه. فركب محمد بن بشير الخارجيّ إلى المدينة، وواليها يومئذ إبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن


(١) العين: كذا في جميع النسخ، ولعله تحريف عن الغبن. يريد الغبن في الرأي الذي أشاروا به عليه. وفي ف، مب: ينزع، في موضع: يندم. والنزوع: الاشتياق.

(٢) بجنبي: كذا في ف، مب. وفي سائر النسخ: إلى، وبها يختل وزن البيت. ونخلة: موضع على ليلة من مكة (عن «معجم ما استعجم» للبكري). والعصب: الجماعات.

(٣) يريد بالحصب هنا: المحصب بمنى، وهو موضع رمي الجمار.

(٤) ربع: كذا في ف، مب. وفي سائر النسخ: دفع، وهذه غامضة. يريد: لا أجعل لناقتي مقرا ولا رحلة إلا من ربع هذه الحبيبة.

(٥) ف: والأدبا.

(٦) ف، مب: ولا انقضى ... ولا علقت.

(٧) ف، مب: أكبر اليومين.

(٨) ف، مب: يا أيها السائلي.

(٩) ف: وهو يحسبني أسلو. يريد كم شفيع أتاه يعدله كثير المحاسن في نساء أخر، فكان يردّه.

(١٠) ذهبت: كذا في ف، مب. وفي سائر النسخ: دهيت. وضمير الفاعل في رداني وجاءاها وطلبا: يعود على الهوى والقرابة.

(١١) أنت: كذا في ف، مب. وفي سائر النسخ: ليت.