كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن بشير الخارجي ونسبه

صفحة 347 - الجزء 16

  إن كان ذا قدرا يعطيك نافلة ... منا ويحرمنا، ما أنصف القدر⁣(⁣١)

  ندمه على طلاقه زوجته العدوانية

  أخبرني عيسى بن الحسين، قال: حدّثنا الزبير، قال: حدّثني سليمان بن عياش، قال:

  / كان الخارجيّ قدم البصرة، فتزوّج بها امرأة من عدوان، كانت موسرة، فأقام عندها بالبصرة مدة، ثم توخم⁣(⁣٢) البصرة، فطالبها⁣(⁣٣) بأن ترحل معه إلى الحجاز، فقالت: ما أنا بتاركة مالي وضيعتي ههنا تذهب وتضيع، وأمضى معك إلى بلد الجدب والفقر والضيق، فإما أن أقمت ها هنا أو طلقتني. فطلقها وخرج إلى الحجاز، ثم ندم وتذكرها، فقال:

  دامت⁣(⁣٤) لعينك عبرة وسجوم ... وثوب بقلبك زفرة وهموم

  طيف لزينب ما يزال مؤرقي ... بعد الهدوّ فما يكاد يريم

  وإذا تعرض في المنام خيالها ... نكأ الفؤاد خيالها المحلوم

  أجعلت ذنبك ذنبه وظلمته ... عند التحاكم والمدل ظلوم

  ولئن تجنيت الذنوب فإنه ... ذو الداء يعذر والصحيح يلوم

  ولقد أراك غداة بنت وعهدكم ... في الوصل لا حرج ولا مذموم

  أضحت تحكمك التجارب والنهي ... عنه، ويكلفه بك التحكيم⁣(⁣٤)

  صوت⁣(⁣٥)

  برأ الألى علقوا الحبائل قبله ... فنجوا وأصبح في الوثاق يهيم

  ولقد أردت الصبر عنك فعاقني ... علق بقلبي من هواك قديم

  ضعفت معاهد حبهن مع الصبا ... ومع الشباب فبن وهو مقيم⁣(⁣٦)

  / يبقى على حدث الزمان وريبه ... وعلى جفائك إنه لكريم

  وجنيت⁣(⁣٧) حين صححت وهو بدائه ... شتان ذاك مصحّح وسقيم

  وأديته زمنا فعاذ بحلمه ... إن المحب عن الحبيب حليم⁣(⁣٨)

  / وزعمت أنك تبخلين وشفّه ... شوق إليك، وإن بخلت، أليم


(١) ف، مب: ويعجزنا.

(٢) ف، مب: استوخم. وهما بمعنى، أي لم يوافقه هواؤها.

(٣) كذا في ف، مب. وفي سائر الأصول: فطلبها.

(٤) ف، مب: باتت لعينك.

(٥) كلمة صوت في ف، مب بعد البيت الذي تحتها.

(٦) هذا البيت في ف متأخر بعد الذي يليه.

(٧) ف، مب: وعتبت بصيغة المتكلم.

(٨) أديته: يريد ختلته. وهي رواية م. وفي مب: «وأربته ريبا». وفي سائر النسخ: أذيته. والبيت ساقط من ف.