كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن بشير الخارجي ونسبه

صفحة 350 - الجزء 16

  ألا أيها الباكي أخاه وإنما ... تفرّق يوم الفدفد الأخوان⁣(⁣١)

  أخي يوم أحجار الثّمام⁣(⁣٢) بكيته ... ولو حمّ يومي قبله لبكاني

  تداعت به أيامه فآختر منه ... وأبقين لي شجوا بكل زمان⁣(⁣٣)

  فليت الذي ينعى سليمان غدوة ... بكى عند قبري مثلها ونعاني⁣(⁣٤)

  فلو قسمت في الجن والإنس لوعتي ... عليه بكى من حرّها الثقلان

  ولو كانت الأيام تطلب فدية ... إليه وصرف الدهر ما ألواني⁣(⁣٥)

  أرجوزة له في المولى الصائد

  أخبرني عيسى، قال: حدّثنا الزبير، قال: حدّثنا سليمان بن عياش، قال: خرج محمد بن بشير يرمي الأروى ومعه جماعة، فيهم رجل من الموالي من أهل السّيالة⁣(⁣٦)، فصعد المولى على صفاة بيضاء يرمي من فوقها، فزلت قدمه عنها، فصاح حتى سقط على الأرض، وأحدث في ثيابه، فقال الخارجيّ في ذلك:

  حرّق يا صفاة في ذراك ... بالنار إن لم تمنعي أرواك⁣(⁣٧)

  تعلَّمي أن بذي الأراك ... - أيتها الأروى - ذوي عراك⁣(⁣٨)

  قوما أعدّوا شبك الشّباك⁣(⁣٩) ... يبغون ضبعا قتلت أباك

  نعم ملوّي الحيد المداك⁣(⁣١٠) ... إذ صوت الجالب⁣(⁣١١) في أخراك

  ولم يقل منتصحا: إياك ... بين مقاطيها ركبت فاك⁣(⁣١٢)

  فعدت والطعن على كلاك ... مثل الأضاحي بيد النساك

  يرمى بالأكتاف على الأوراك ... كما أطحت العبد عن صفاك


(١) كذا روي الشطر الثاني في ف، مب. وفي سائر النسخ: يبكي بيوم الفدية الأخوان.

(٢) كذا في ف، مب. وفي سائر الأصول: اليمام. ويعرف أيضا: بصخيرات الثمام. وهو موضع على طريق مكة من المدينة.

(٣) ف، مب: مكان.

(٤) ف، مب: دعا عند قبري مثله فنعاني.

(٥) كذا روي الشطر الثاني في ف، مب. وفي سائر الأصول: وقاه صروف الدهر بي وفداني.

(٦) السيالة: كذا في ف، مب. وسيأتي تفسيرها قريبا. وفي بقية الأصول: البادية.

(٧) جاء هذا الرجز محرفا في الأصول كلها مخطوطة ومطبوعة، كما اضطرب ترتيبه فيها، بحيث غمض معناه، واعتمدنا فيه على مب.

وهي أقلها تحريفا. والذرا: جمع الذروة، وهي أعلى الشيء المرتفع.

(٨) ذوي عراك: كناية عن نفسه وصحبه من أهل الصيد.

(٩) كذا روي البيت في مب. وفي جميع الأصول: قوما أعدوا نسك النساك. وسقط البيت والذي بعده من ف.

(١٠) البيت عن ف، مب. والحيد: جمع حيدة، كبدرة وبدر، وهي ما تلوى من الأنابيب في قرن الوعل. والمداك: الحجر يسحق عليه الطيب. شبه قرن الأروية به.

(١١) الجالب: الصائح ذو الجلبة. وفي بعض الأصول: الحالب. ولعله تحريف.

(١٢) المقاطي: جمع مقطى، وهو موضع القطاة: أي العجز.