أخبار محمد بن بشير الخارجي ونسبه
  ألا أيها الباكي أخاه وإنما ... تفرّق يوم الفدفد الأخوان(١)
  أخي يوم أحجار الثّمام(٢) بكيته ... ولو حمّ يومي قبله لبكاني
  تداعت به أيامه فآختر منه ... وأبقين لي شجوا بكل زمان(٣)
  فليت الذي ينعى سليمان غدوة ... بكى عند قبري مثلها ونعاني(٤)
  فلو قسمت في الجن والإنس لوعتي ... عليه بكى من حرّها الثقلان
  ولو كانت الأيام تطلب فدية ... إليه وصرف الدهر ما ألواني(٥)
  أرجوزة له في المولى الصائد
  أخبرني عيسى، قال: حدّثنا الزبير، قال: حدّثنا سليمان بن عياش، قال: خرج محمد بن بشير يرمي الأروى ومعه جماعة، فيهم رجل من الموالي من أهل السّيالة(٦)، فصعد المولى على صفاة بيضاء يرمي من فوقها، فزلت قدمه عنها، فصاح حتى سقط على الأرض، وأحدث في ثيابه، فقال الخارجيّ في ذلك:
  حرّق يا صفاة في ذراك ... بالنار إن لم تمنعي أرواك(٧)
  تعلَّمي أن بذي الأراك ... - أيتها الأروى - ذوي عراك(٨)
  قوما أعدّوا شبك الشّباك(٩) ... يبغون ضبعا قتلت أباك
  نعم ملوّي الحيد المداك(١٠) ... إذ صوت الجالب(١١) في أخراك
  ولم يقل منتصحا: إياك ... بين مقاطيها ركبت فاك(١٢)
  فعدت والطعن على كلاك ... مثل الأضاحي بيد النساك
  يرمى بالأكتاف على الأوراك ... كما أطحت العبد عن صفاك
(١) كذا روي الشطر الثاني في ف، مب. وفي سائر النسخ: يبكي بيوم الفدية الأخوان.
(٢) كذا في ف، مب. وفي سائر الأصول: اليمام. ويعرف أيضا: بصخيرات الثمام. وهو موضع على طريق مكة من المدينة.
(٣) ف، مب: مكان.
(٤) ف، مب: دعا عند قبري مثله فنعاني.
(٥) كذا روي الشطر الثاني في ف، مب. وفي سائر الأصول: وقاه صروف الدهر بي وفداني.
(٦) السيالة: كذا في ف، مب. وسيأتي تفسيرها قريبا. وفي بقية الأصول: البادية.
(٧) جاء هذا الرجز محرفا في الأصول كلها مخطوطة ومطبوعة، كما اضطرب ترتيبه فيها، بحيث غمض معناه، واعتمدنا فيه على مب.
وهي أقلها تحريفا. والذرا: جمع الذروة، وهي أعلى الشيء المرتفع.
(٨) ذوي عراك: كناية عن نفسه وصحبه من أهل الصيد.
(٩) كذا روي البيت في مب. وفي جميع الأصول: قوما أعدوا نسك النساك. وسقط البيت والذي بعده من ف.
(١٠) البيت عن ف، مب. والحيد: جمع حيدة، كبدرة وبدر، وهي ما تلوى من الأنابيب في قرن الوعل. والمداك: الحجر يسحق عليه الطيب. شبه قرن الأروية به.
(١١) الجالب: الصائح ذو الجلبة. وفي بعض الأصول: الحالب. ولعله تحريف.
(١٢) المقاطي: جمع مقطى، وهو موضع القطاة: أي العجز.