كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحسين بن علي ونسبه

صفحة 367 - الجزء 16

  الرباب⁣(⁣١). فلما قتل مصعب ولى أخوه عروة تركته، فزوّجها يعني الرّباب بنت مصعب ابنه عثمان بن عروة، فماتت وهي صغيرة، فورثها عثمان بن عروة عشرة آلاف دينار.

  قال الزبير: فحدّثني محمد بن سلَّام عن شعيب بن صخر⁣(⁣٢)، عن أمه سعدة⁣(⁣٣) بنت عبد اللَّه بن سالم، قالت:

  لقيت سكينة بين مكة ومنى، فقالت: قفي لي يابنة عبد اللَّه، فوقفت. فكشفت عن بنتها من مصعب، فإذا هي قد أثقلتها بالحلي واللؤلؤ، فقالت: ما ألبستها إياه إلا لتفضحه.

  قال الزبير: وحدّثني عمي عن الماجشون⁣(⁣٤)، قال:

  اختصام سكينة وعائشة بنت طلحة إلى عمر بن أبي ربيعة

  قالت سكينة لعائشة بنت طلحة: أنا أجمل منك. وقالت عائشة: / بل أنا. فاختصمنا إلى عمر بن أبي ربيعة، فقال لأقضين بينكما؛ أما أنت يا سكينة فأملح منها، وأما أنت يا عائشة فأجمل منها. فقالت سكينة: قضيت لي واللَّه. وكانت سكينة تسمّي عائشة ذات الأذنين، وكانت عظيمة الأذنين.

  خطب عبد الملك سكينة فلم ترض أمها

  أخبرني الحسن بن علي قال: حدّثني أحمد بن زهير⁣(⁣٥) قال: حدّثنا المدائني، قال:

  خطب سكينة بنت الحسين # عبد الملك بن مروان. فقالت أمها: لا واللَّه لا يتزوّجها أبدا وقد قتل ابن أخي⁣(⁣٦)، تعني مصعبا.

  وأما محمد بن سلام الجمحيّ فإنه ذكر فيما أخبرني به أبو الحسن الأسدي عن الرياشي عنه:

  أنّ أبا عذرتها هو عندي عبد اللَّه بن الحسن بن عليّ. ثم خلف عليها العثماني، ثم مصعب بن الزبير، ثم الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان. فقال فيه بعض المدنيين⁣(⁣٧):

  نكحت سكينة بالحساب ثلاثة ... فإذا دخلت بها فأنت الرابع

  قال: وكان يتولى مصر، فكتبت إليه: إن أرض مصر وخمة. فبنى لها مدينة تسمى مدينة الأصبغ. وبلغ عبد الملك تزوّجه إياها، فنفس بها عليه. فكتب إليه. اختر مصر أو سكينة: فبعث إليها بطلاقها ولم يدخل بها، ومتّعها بعشرين ألف دينار. ومروا بها في طريقها على منزل، فقالت: ما اسم هذا المنزل؟ قالوا: جوف الحمار. قالت: ما كنت لأدخل جوف الحمار أبدا.

  / وذكر محمد بن سلام في هذا الخبر الذي رواه الرياشيّ عن شعيب بن صخر أن الحزاميّ عبد اللَّه بن عثمان


(١) كذا في الأصول. وفي كتاب «المردفات» (ص ٦٥) خديجة أو فاطمة.

(٢) كذا في ف. وفي الأصول: سعد بن صخر.

(٣) كذا في ف. وفي الأصول: سيدة.

(٤) كذا في مب. وفي بقية الأصول: ابن الماجشون.

(٥) كذا في ف. وفي الأصول: الحارث.

(٦) مب: ابن أختي.

(٧) كذا في ف؛ مب. وفي الأصول: المبغضين. والقائل هو أيمن بن خريم («المردفات» ص ٦٦).