كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحسين بن علي ونسبه

صفحة 369 - الجزء 16

  أمر تريده. فكانت تقول له: يا بن عثمان اخرج بنا إلى مكة. فإذا خرج بها فسارت يوما أو يومين، / قالت: ارجع بنا إلى المدينة. فإذا رجع يومه ذاك، قالت: اخرج بنا إلى مكة. فقال له سليمان بن عبد الملك: أعلم أنك قد شرطت لها شروطا لم تف بها، فطلقها. فطلقها. فخلف عليها إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، فكره ذلك أهلها، وخاصموه إلى هشام بن إسماعيل. فبعث إليها يخيرها. فجاء إبراهيم بن عبد الرّحمن من حيث تسمع كلامه، فقال لها: جعلت فداءك، قد خيرتك فاختاريني. فقالت⁣(⁣١): قلت ماذا بأبي، تهزأ به. فعرف ذلك⁣(⁣١)، فانصرف.

  وخيروها، فقالت: لا أريده.

  قال: وماتت فصلى عليها شيبة بن نصاح⁣(⁣٢).

  وأما ابن الكلبي فذكر فيما أخبرنا به الجوهريّ، عن عمر بن شبة، عن عبد اللَّه بن محمد بن حكيم، عنه:

  أن أوّل أزواجها الأصبغ، ومات ولم يرها، ثم زيد بن عمرو العثماني، قال: وولدت له ابنة عثمان الذي يقال له قرين، ثم الحزامي، ثم خلف عليها مصعب، فولدت له جارية، ثم خلف عليها إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف ولم يدخل بها.

  قال عمر بن شبة: وحدّثني محمد بن يحيى قال:

  تزوّج مصعب سكينة وهو يومئذ بالبصرة، عامل لأخيه عبد اللَّه بن الزبير، وكان بين مصعب وبين أخيه رسول يقال له أبو السّلَّاس، وهو الذي جاء بنعيه، فقال ابن قيس فيه:

  قد أتانا بما كرهنا أبو السلَّا ... س كانت بنفسه الأوجاع

  / وفي هذا الشعر غناء قد ذكر في موضعه. وهذا غلط من محمد بن يحيى، ليست قصة أبي السلاس مع مصعب، وإنما هي مع ابن جعفر.

  قال محمد بن يحيى: ولما تزوج مصعب سكينة على ألف ألف، كتب عبد اللَّه بن همام على يد أبي السلاس إلى عبد اللَّه بن الزبير:

  أبلغ أمير المؤمنين رسالة ... من ناصح لك لا يريد خداعا

  بضع الفتاة بألف ألف كامل ... وتبيت سادات الجنود جياعا

  لو لأبي حفص أقول مقالتي ... وأبث ما أبثثتكم لارتاعا

  قال: وكان ابن الزبير قد أوصاه ألا يعطيه أحد كتابا إلا جاء به، فلما أتاه بهذا الكتاب قال: / صدق واللَّه، لو يقول هذه المقالة لأبي حفص لارتاع من تزويج امرأة على ألف ألف درهم. ثم قال: إن مصعبا لما وليته البصرة أغمد سيفه، وسل أيره، وعزله عن البصرة، وأمره أن يجيء على ذات الجيش، وقال: إني لأرجو أن يخسف اللَّه بك فيها. فبلغ عبد الملك بن مروان قول عبد اللَّه في مصعب، فقال: لكن عبد اللَّه واللَّه أغمد سيفه وأيره وخيره.


(١ - ١) العبارة عن ف، مب وكتاب («المفردات» ص ٦٦).

(٢) كذا في ف، مب. وفي الأصول: النطاح. وهو شيبة بن نصاح مولى أم سلمة، المدني القاضي القارئ. توفي سنة ثلاثين ومئة.

(عن «خلاصة الخزرجي»).