أخبار الحسين بن علي ونسبه
  يقرّ بعيني ما يقرّ بعينها ... وأحسن شيء ما به العين قرّت
  فليس شيء أقرّ لعينها من النكاح، أفيحب صاحبك أن ينكح؟ قبح اللَّه صاحبك، وقبح شعره! ثم قالت لراوية جميل: أليس صاحبك الذي يقول:
  فلو تركت عقلي معي ما طلبتها ... ولكن طلابيها لما فات من عقلي
  فما أرى بصاحبك من هوى، إنما يطلب عقله، قبح اللَّه صاحبك وقبح شعره! ثم قالت لراوية نصيب: أليس صاحبك الذي يقول:
  أهيم بدعد ما حييت فإن أمت ... فيا حربا(١) من ذا يهيم بها بعدي
  فما أرى له همة إلَّا من يتعشقها بعده! قبحه اللَّه وقبح شعره! ألا قال:
  أهيم بدعد ما حييت فإن أمت ... فلا صلحت دعد لذي خلَّة بعدي
  ثم قالت لراوية الأحوص: أليس صاحبك الذي يقول:
  من عاشقين تواعدا وتراسلا(٢) ... ليلا إذا نجم الثريا حلَّقا
  / باتا بأنعم ليلة وألذها ... حتى إذا وضح الصباح تفرّقا
  قال: نعم، قالت: قبحه اللَّه وقبح شعره! ألا قال: تعانقا.
  قال إسحاق في خبره: فلم تثن على أحد منهم في ذلك اليوم، ولم تقدّمه.
  قال: وذكر لي الهيثم بن عديّ مثل ذلك في جميعهم إلا جميلا، فإنه خالف هذه الرواية، وقال: فقالت، لراوية جميل: أليس صاحبك الذي يقول:
  فياليتني أعمى أصمّ تقودني ... بثينة لا يخفى علي كلامها
  / قال: نعم. قالت: رحم اللَّه صاحبك كان صادقا في شعره، كان جميلا كاسمه، فحكمت له.
  وفي الأشعار المذكورة في الأخبار أغان تذكرها هنا نسبتها.
  فمنها:
  صوت
  هما دلتاني من ثمانين قامة ... كما انقض باز أقتم(٣) الريش كاسره
  فلما استوت رجلاي بالأرض قالتا ... أحيّ يرجّى أم قتيل نحاذره
  عروضه الطويل. الشعر للفرزدق، والغناء للحجبيّ، رمل بالبنصر عن الهشاميّ وحبش(٤).
(١) كذا في ف، وفي بقية الأصول: فواحزنا.
(٢) كذا في ف، مب. وفي بقية الأصول: تراسلا وتواعدا.
(٣) كذا في ف، مب. وفي بقية الأصول: أفتخ.
(٤) كذا في ف، مب. وفي بقية الأصول: الهشامي ويونس.