أخبار الفضل بن العباس اللهبي ونسبه
  فصل واشجات بيننا من قرابة ... ألا صلة الأرحام أبقى وأقرب
  ولا تجعلنّي كامرئ ليس بينه ... وبينكم قربى ولا متنسّب
  أتحدب من دون العشيرة كلها ... فأنت على مولاك أحنى وأحدب
  فقال الزياديّ: هذا، واللَّه يا أمير المؤمنين، الشعر! فقال عبد الملك: النّخس يكفيك البطيء(١). وجعل يضحك من استرسال الزياديّ في يده(٢)، وأحسن صلته.
  عطية المهدي للأحيحي
  وأخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن / عمار قال: حدّثني النوفليّ قال: حدّثني عمي قال:
  لما قدم الفضل اللَّهبيّ على عبد الملك بن مروان أمر له بعشرة آلاف درهم، ثم حج الوليد فأمر له بمثلها.
  فلما قدم الأحيحي(٣) على المهديّ فمدحه، قال المهدي لمن حضر: كم كان عبد الملك أعطى الفضل اللَّهبيّ لما مدحه، فما أعلم هاشيما مدحه غيره؟ فقيل له: أعطاه عشرة آلاف درهم. قال: فكم أعطاه الوليد؟ قالوا: مثل عطية أبيه. فأمر للأحيحيّ بثلاثين ألف درهم.
  / أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال: حدّثنا عمر بن شبة، قال: حدّثني أحمد بن معاوية، عن عثمان بن إبراهيم الحاطبيّ، قال:
  خرج عليّ بن عبد اللَّه بن العباس بالفضل اللهبيّ إلى عبد الملك بن مروان بالشام، فخرج عبد الملك يوما رائحا على نجيب له، ومعه بغلة تجنب، فحدا حادي عبد الملك به، فقال:
  يا أيها البكر الذي أراكا ... عليك سهل الأرض في ممشاكا
  ويلك هل تعلم من علاكا ... إن ابن مروان على ذراكا
  خليفة اللَّه الذي امتطاكا(٤) ... لم يعل بكرا مثل من علاكا
  فعارضه الفضل اللَّهبي، فحدا بعليّ بن عبد اللَّه ب عباس، فقال:
  يا أيها السائل عن عليّ ... سألت عن بدر لنا بدريّ
  أغلب في العلياء غالبيّ(٥) ... وليّن الشيمة هاشمي ... جاء على بكر له مهريّ
  فنظر عبد الملك إلى عليّ فقال: أهذا مجنون آل أبي لهب؟ قال: نعم. فلما أعطى قريشا مر به اسمه فحرمه، وقال:
  يعطيه عليّ. هكذا رواية عمر بن شبة.
(١) هذا مثل، معناه أن الحث يحرك البطيء الضعيف، ويحمله على السرعة. («الميداني» ٢: حرف النون).
(٢) كذا في الأصول، ومعنى العبارة غامض.
(٣) الأحيحي: شاعر، ولعله ينسب إلى أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية.
(٤) ف: اصطفاكا.
(٥) كذا في ف، مب. وفي بقية الأصول: أغلب في العلياء غلابي.