كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الفضل بن العباس اللهبي ونسبه

صفحة 389 - الجزء 16

  داينه عقرب حناط فهجاه

  أخبرني محمد بن العباس اليزيديّ قال: حدّثني عمي عبيد اللَّه بن محمد، عن ابن حبيب، عن ابن الأعرابي، قال:

  كان رجل من بني كنانة يقال له عقرب حنّاط قد داين الفضل اللَّهبيّ فمطله، ثم مر به الفضل وهو يبيع حنطة له، ويقول:

  جاءت بها ضابطة التّجار ... صافية كقطع الأوتار

  فقال الفضل:

  قد تجرت عقرب في سوقنا ... يا عجبا للعقرب التاجره

  قد صافت⁣(⁣١) العقرب واستيقنت ... أن مالها دنيا ولا آخره

  فإن تعد عادت لما ساءها ... وكانت النعل لها حاضره

  إن عدوا كيده في استه ... لغير ذي كيد ولا نائره⁣(⁣٢)

  كل عدو يتّقى مقبلا ... وعقرب تخشى من الدابره

  كأنها إذ خرجت هودج ... شدّت قواه رفعة باكره

  مفاخرته مع عمر بن ربيعة

  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال: حدّثنا دماذ أبو غسان، عن أبي عبيدة. ووجدته في بعض الكتب عن الرياشيّ عن زكويه العلائي عن ابن عائشة عن أبيه، والروايتان كالمتفقتين:

  أن عمر بن أبي ربيعة وفد على الملك بن مروان، فأدخل عليه، فسأله عن نسبه، فانتسب، فقال له:

  لا أنعم اللَّه بقين عينا ... تحية السخط إذا التقينا

  أأنت لا أم لك القائل:

  صوت

  نظرت إليها بالمحصّب من منى ... ولي نظر لولا التحرّج عارم

  فقلت: أشمس أم مصابيح بيعة ... بدت لك خلف السجف أم أنت حالم

  بعيدة مهوى القرط إمّا النوفل ... أبوها وإما عبد شمس وهاشم⁣(⁣٣)


(١) لعله من صاف عن الشيء: إذا عدل عنه، يريد عدلت من الإيذاء. ويقال: أصاف اللَّه عني شر فلان، أي صرفه وعدل به (انظر «اللسان»). وفي مب: ضاقت.

(٢) النائرة: العداوة والشحناء.

(٣) هاشم ليس معطوفا على (لنوفل) بالجر، وإنما هو مرفوع على أنه خبر مبتدأ، تقديره: وإما أبوها عبد شمس وهاشم.