أخبار حمزة بن بيض ونسبه
  وما للتّقى لزمت وجهه ... ولكن ليغترّ مستودع
  فلا تنفرنّ من أهل النبيذ ... وإن قيل يشرب لا يقلع
  فعندك علم بما قد خبر ... ت إن كان علم بهم ينفع
  ثلاثون ألفا حواها السجود ... فليست إلى أهلها ترجع
  بنى الدار من غير ما ماله ... وأصبح في بيته أربع
  مهائر من غير مال حواه ... يقاتون أرزاقهم جوّع(١)
  / وأخبرني بهذا الخبر الحسين بن محمد بن زكريا الصّحّاف، قال: حدّثنا قعنب بن المحرز، قال: حدّثنا أبو عبيدة والأصمعي، وكيسان بن المعرف، فذكروا نحو هذا الخبر، إلا أنه حكى أن حمزة بن بيض هو الذي استودع الرجلين المال، وقال:
  /
  وأدى أخو الكأس ما عنده ... وما كنت في ردها أطمع
  نقيضة بينه وبين أبي الجون السحيمي
  أخبرني محمد بن خلف وكيع، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن شبيب قال: حدّثني أحمد بن محمد، عن ابن داجة، قال:
  اختصم أبو الجون السّحيمي وحمزة بن بيض، إلى المهاجر بن عبد اللَّه الكلابيّ، وهو على اليمامة، فوثب عليه حمزة وقال:
  غمّضت في حاجة كانت تؤرقني ... لولا الذي قلت فيها قلّ تغميضي
  فقال: وما الذي قلت لك؟ قال:
  حلفت باللَّه لي أن سوف تنصفني ... فساغ في الحلق ربقي بعد تجريضي
  قال: وأنا أحلف لأنصفنك. قال:
  سل هؤلاء إلى ماذا شهادتهم ... أم كيف أنت وأصحاب المعاريض
  قال: أوجعهم ضربا. فقال:
  وسل سحيما إذا وافاك أجمعهم ... هل كان بالشر حوض قبل تحويضي
  قال: فقضى له. فأنشأ السحيمي يقول:
  أنت ابن بيض لعمري لست أنكره ... حقا يقينا، ولكن من أبو بيض؟
  إن كنت أنبضت لي قوسا لترميني ... فقد رميتك رميا غير تنبيض
  أو كنت خضخضت لي وطبا لتسقيني ... فقد سقيتك محضا غير ممخوض
(١) مهائر: أي حرائر يعطين المهر عند التزوّج بهن. ولسن إماء مملوكات.