أخبار حمزة بن بيض ونسبه
  غلامه، فدفع إليه أربعة آلاف درهم، وبلغ ذلك عمر بن عبد العزيز، فقال: قاتله اللَّه! يعطي في الباطل، ويمنع الحق، يعطي الشعراء، ويمنع الأمراء.
  يمدح سليمان بن عبد الملك فيكافئه
  أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال: حدّثنا عبد الأوّل بن مزيد، قال: حدّثنا العمري عن الهيثم بن عديّ، قال: أخبرني مخلد بن حمزة بن بيض قال:
  قدم أبي على يزيد بن المهلب وهو عند سليمان بن عبد الملك، فأدخله إليه، فأنشده:
  ساس الخلافة والداك كلاهما ... من بين سخطة ساخط أو طائع
  أبواك ثم أخوك أصبح ثالثا ... وعلى جبينك نور ملك الرابع
  / سرّيت خوف بني المهلَّب بعدما ... نظروا إليك بسمّ موت ناقع
  ليس الذي ولاك ربّك منهم ... عند الإله وعندهم بالضائع
  فأمر له بخمسين ألفا.
  يغار من الكميت لمدحه مخلد بن يزيد ومكافأته إياه
  أخبرني عمي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عمرو قال: حدّثني جعفر بن محمد العاصميّ قال: حدّثني عيينة بن المنهال قال: حدّثني الهيثم بن عديّ قال: حدّثني أبو يعقوب الثقفيّ قال:
  قال لي حمزة بن بيض: لما وفد الكميت بن زيد إلى مخلد بن يزيد بن المهلَّب وهو يخلف أباه على خراسان، وكان واليها وله ثماني عشرة سنة، وقد مدحه بقصيدته التي أوّلها:
  هلا سألت معالم الأطلال
  وهي التي يقول فيها:
  يمشين مشي قطا البطاح تأوّدا ... قبّ البطون رواجح الأكفال
  وقصيدته التي يقول فيها:
  هلا سألت منازلا بالأبرق
  أعطاه مئة ألف درهم، سوى العروض والحملان، فقدم الكوفة في هيئة لم ير مثلها، فقلت في نفسي: واللَّه لأنا أولى من الكميت بما ناله من مخلد بن يزيد، وإني لحليفه وناصره في العصبية على الكميت، وعلى مضر جميعا. فهيأت لمخلد مديحا على رويّ قصيدتي الكميت وقافيتيهما، ثم شخصت إليه، فلما كان قبل خروجي إليه بيوم، أتتني جماعة من ربيعة في خمس ديات عليهم لمضر في البدو، فقالوا: إنك تأتي مخلدا وهو فتى العرب، ونحن نعلم أنك لا تؤثر على نفسك، ولكن / إذا فرغ من أمرك، فأعلمه ممشانا إليك، ومسألتنا إياك كلامه، فنرجو أن / تكون عند ظننا. فلما قدمت على مخلد خراسان أنزلني، وفرش لي، وأخدمني، وحملني، وكساني، وخلطني بنفسه، فكنت أسمر معه، فقال لي ليلة: أعليك دين يا بن بيض؟ قلت: دعني من مسئلتك إياي عن الدين، إنك قد أعطيت الكميت عطية لست أرضى بأقل منها، وإلا لم أدخل الكوفة، ولم أعيّر بتقصيرك بي عنه. فضحك، ثم قال