كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار كعب بن مالك الأنصاري ونسبه

صفحة 418 - الجزء 16

  واللَّه لو شهد ابن قيس ثابت ... ومعاشر كانوا له إخوانا

  يعني ثابت بن قيس بن شمّاس.

  وأبو دجانة وابن أرقم⁣(⁣١) ثابت ... وأخو المشاهد من بني عجلانا

  أبو دجانة: سماك بن خرشة. وابن أرقم: ثابت البلويّ. وأخو المشاهد من بني عجلان: معن بن عديّ، عقبيّ.

  ورفاعة العمريّ وابن معاذهم ... وأخو معاوي لم يخف خذلانا

  رفاعة: ابن عبد المنذر العمريّ. وابن معاذ: سعد بن معاذ. وأخو معاوية: المنذر بن عمرو الساعديّ، عقبى بدريّ.

  قوم يرون الحق نصر أميرهم ... ويرون طاعة أمره إيمانا

  إن يتركوا فوضى يروا في دينهم ... أمرا يضيّق عنهم البلدانا

  فليعلينّ اللَّه كعب وليه ... وليجعلنّ عدوّه الذّلَّانا

  إني رأيت محمدا اختاره ... صهرا وكان يعدّه خلصانا⁣(⁣٢)

  محض الضرائب ماجدا أعراقه ... من خير خندف منصبا ومكانا

  عرفت له عليا معدّ كلَّها ... بعد النبيّ الملك والسلطانا

  من معشر لا يغدرون بجارهم ... كانوا بمكة يرتعون زمانا

  يعطون سائلهم ويأمن جارهم ... فيهم ويردون الكماة طعانا

  / فلو انكم مع نصركم لنبيكم ... يوم اللقاء نصرتم عثمانا!

  أنسيتم عهد النبيّ إليكم ... ولقد ألظَّ ووكَّد الأيمانا⁣(⁣٣)

  قال: فجعل القوم يبكون، ويستغفرون اللَّه ø.

  يناقض راجزا من قريش في حداء لهما

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، وحبيب بن نصر المهلبيّ قالا: حدّثنا عمر بن شبّة قال: حدثنا أبو عامر، عن ابن جريج، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:

  رجز راجز من قريش⁣(⁣٤) برسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه، فقال:

  /

  لم يغذها مدّ ولا نصيف ... ولا تميرات ولا تعجيف⁣(⁣٥)


(١) في هامش مب: ابن أقرم.

(٢) قطع همزة «اختاره» لضرورة الشعر. والخلصان: الصديق الخالص، يستوي فيه المفرد والجمع.

(٣) ألظ: ألح.

(٤) هو سلمة بن الأكوع، كما في («اللسان»: عجف).

(٥) المد: مكيال. والنصيف: نصفه. والتعجيف: حبس الدواب عن الطعام حتى تهزل. أو هو حبس الدابة عن الطعام وهو له مشته، ليؤثر به غيره («اللسان»).