أخبار كعب بن مالك الأنصاري ونسبه
  صوت
  هل للفؤاد لدى شنباء تنويل ... أم لا نوال فإعراض وتحميل(١)
  / إن النساء كأشجار نبتن معا ... منهن مرّ وبعض المرّ مأكول(٢)
  إن النساء ولو صوّرن من ذهب ... فيهن من هفوات الجهل تخبيل
  الغناء لسليم، هزج بالوسطى عن الهشاميّ وبذل.
  /
  إنك إن تنه إحداهن عن خلق ... فإنه واجب لا بدّ مفعول
  ونعجة من نعاج الرمل خاذلة ... كأن مأقيها بالحسن مكحول(٣)
  ودّعتها في مقامي ثم قلت لها: ... حياك ربك إني عنك مشغول
  وليلة من جمادى قد شربت بها ... والزّق بيني وبين الشّرج معدول(٤)
  ومرجحنّ على عمد دلفت به ... كأنه رجل في الصفّ مقتول(٥)
  ولا أهاب إذا ما الحرب حرّشها ال ... أبطال واضطربت فيها البهاليل
  أمضي أمامهم والموت مكتنع ... قدما إذا ما كبا فيها التّنابيل(٦)
  عليّ فضفاضة كالنّهى سابغة ... وصارم مثل لون الملح مصقول(٧)
  ولدنة في يدي صفراء تعلبها ... بعامل كشهاب النار موصول(٨)
  إني من الخزرج الغرّ الذين هم ... أهل المكارم لا يلفى لهم جيل
  في الحرب أنهك منهم للعدوّ إذا ... شبت وأعظم نيلا إن هم سيلوا
  أشبهت من والدي عزّا ومكرمة ... وبرذع مدغم في الأوس مجهول
  نبّئته يدّعي عزا ويوعدني(٩) ... نوكا وعندي له بالسيف تنكيل
(١) رواية الشطر الثاني في ف، مب:
أم لا، فيأس وإعراض وتحميل
(٢) ف، مب: وبعض النبت.
(٣) النعجة هنا: كناية عن المرأة. والخاذلة: التي تركت أصحابها أو أولادها وانفردت. وفي ف: «بالخير مكحول». وفي مب:
«بالحبر».
(٤) الشرج: مسيل الماء من الحرة إلى السهل. يريد أنه يشرب مرة ثم يرسل الزق إلى مسيل الماء البارد، ليخلط الخمر ببعض مائه.
(٥) المرجحن: المهتز، ولعله يقصد به الرمح، يصفه بالاهتزاز ثم بالطول.
(٦) مكتنع: حاضر دان. وقدما: مخفف، وأصله بضمتين. يريد أتقدم في الحرب ولا أتأخر. والتنابيل: جمع تنبال، وهو اللئيم الجبان. والبيت ساقط من ف.
(٧) الفضفاضة: يريد بها درعا واسعة. والنهي: الغدير.
(٨) الثعلب: طرف الرمح. والعامل: صدر الرمح الذي يلي السنان.
(٩) ف: عزا ومكرمة.