كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ربيعة الرقي ونسبه

صفحة 440 - الجزء 16

  صوت

  وتزعم أني قد تبدّلت خلَّة ... سواها وهذا الباطل المتقوّل

  لحا اللَّه من باع الصديق⁣(⁣١) بغيره ... فقالت نعم حاشاك إن كنت تفعل

  ستصرم إنسانا إذا ما صرمتني⁣(⁣٢) ... يحبك فانظر بعده من تبدّل

  في هذه الثلاثة الأبيات لحن من الثقيل الأول، ينسب إلى إبراهيم الموصلي، وإلى إبراهيم بن المهديّ، وفيه لعريب رمل من رواية ابن المعتز.

  سبب هجائه ليزيد بن أسيد

  وكان سبب إغراق ربيعة في هجاء يزيد بن أسيد، أنه⁣(⁣٣) زاره يستميحه، لقضاء دين كان عليه⁣(⁣٣)، فلم يجد عنده ما أحب، وبلغ ذلك يزيد بن حاتم المهلبيّ، فطفّل⁣(⁣٤) على قضاء دينه وبره، فاستفرغ ربيعة جهده في مدحه، وله فيه عدة قصائد مختارة، يطول ذكرها، وقد كان أبو الشمقمق عارضه في قوله:

  لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغرّ ابن حاتم

  في قصيدة مدح بها يزيد بن مزيد، وسلخ بيت الرقيّ، بل نقله وقال:

  /

  لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... إذا عد في الناس المكارم والمجد

  يزيد بني شيبان أكرم منهما ... وإن غضبت قيس بن عيلان والأزد

  / فتى لم تلده من رعين قبيلة ... ولا لخم تنميه ولم تنمه نهد

  ولكن نمته الغرّ من آل وائل ... وبرّة تنميه ومن بعدها هند

  ولم يسر في هذا المعنى شيء كما سار بيت ربيعة.

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار قال: حدثنا محمد بن داود بن الجراح قال: حدثنا محمد بن أبي الأزهر قال:

  عرض نخاس على أحمد بن يزيد بن أسيد الذي هجاه ربيعة جواري، فاختار جاريتين منهن، ثم قال للنخاس:

  أيتهما أحب إليك؟ قال: بينهما أعز اللَّه الأمير كما قال الشاعر:

  لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغرّ ابن حاتم

  فأمر بجر رجله وجواريه.

  أخبرني حبيب بن نصر المهلبيّ قال: حدثنا عبد اللَّه بن شبيب قال:

  لما حج الرشيد لقيه قبل دخوله مكة رجلان من قريش، فانتسب له أحدهما، ثم قال: يا أمير المؤمنين،


(١) ف: الحبيب.

(٢) ف: صرمته.

(٣ - ٣) كذا في ف. وفي سائر الأصول: دينا كان عليه، فاستمنحه.

(٤) طفل: ترفق وتلطف.