الخبر في هذه القصة، وسبب منافرة عامر وعلقمة وخبر الأعشى وغيره معهما فيها
  الخليفة عمر وهرم بن قطبة
  قال ابن الكلبي: حدّثني أبي قال: فعاش هرم حتى أدرك سلطان عمر بن الخطاب ¥، فسأله عمر فقال: يا هرم، أيّ الرجلين كنت مفضلا لو فضلت؟ فقال: لو قلت ذاك يا أمير المؤمنين لعادت جذعة، ولبلغت شعاف هجر. فقال عمر: نعم مستودع السّرّ ومسند الأمر إليه أنت يا هرم، مثل هذا فليسد العشيرة. وقال: إلى مثلك فليستبضع القوم أحكامهم.
  إسلام علقمة
  قال مؤلف الكتاب(١):
  وقد أدرك علقمة بن علاثة الإسلام، فأسلم، ثم ارتد فيمن ارتد من العرب. فلما وجه أبو بكر خالد بن الوليد المخزومي إلى بني كلاب ليوقع بهم، وعلقمة يومئذ / رئيسهم، هرب وأسلم، ثم أتى أبا بكر ¥، فأعلمه أنه قد نزع عما كان عليه، فقبل إسلامه وأمّنه. هكذا ذكر المدائنيّ.
  وأما سيف بن عمر فإنه روى عن الكوفيين غير ذلك.
  حدثنا محمد بن جرير الطبريّ قال: حدثنا السريّ بن يحيى، قال: حدثنا شعيب بن إبراهيم، عن سيف بن عمر، عن سهل بن يوسف، قال:
  كان علقمة بن علاثة على كلاب ومن لافّها(٢)، وقد كان علقمة أسلم ثم ارتد في حياة النبيّ ﷺ، ثم خرج بعد فتح الطائف، حتى لحق بالشام مرتدا، فلما توفي النبي ﷺ أقبل مسرعا، حتى عسكر في بني كعب، مقدّما رجلا ومؤخرا أخرى، وبلغ ذلك أبا بكر ¥، فبعث إليه سريّة، وأمّر عليها القعقاع بن عمرو، وقال: يا قعقاع، سر حتى تغير على علقمة بن علاثة، لعلك تأخذه لي / أو تقتله. واعلم أن شفاء النفس الحوص، فاصنع ما عندك.
  فخرج في تلك السرية حتى أغار على الماء الذي عليه علقمة، وكان لا يبرح أن يكون على رحل، فسابقهم على فرسه مراكضة، وأسلم أهله وولده، واستبى القعقاع امرأة علقمة وبناته ونساءه ومن أقام من الرجال، فاتقوه بالإسلام، فقدم بهم على أبي بكر ¥، فجحدت زوجته وولده أن يكونوا مالئوا علقمة على أمره، وكانوا مقيمين في الدار، ولم يكن بلغه عنهم غير ذلك. وقالوا لأبي بكر: ما ذنبنا نحن فيما صنع علقمة؟ فأرسلهم، ثم أسلم علقمة، فقبل ذلك منه.
  نهى النبي حسان عن إنشاده هجاء علقمة
  أخبرنا الحرمي بن أبي العلاء قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثنا عمرو بن عثمان قال:
  / كان رسول اللَّه ﷺ ربما حدّث أصحابه، وربما تركهم يتحدثون ويصغي إليهم ويبتسم، فبينا هم يوما على ذلك يتذاكرون الشعر وأيام العرب، إذ سمع حسان بن ثابت ينشد هجاء أعشى بني قيس بن ثعلبة، علقمة بن علاثة، ومديحه عامر بن الطفيل:
(١) كذا في ف، وفي بقية الأصول: «قال أبو الفرج الأصبهاني».
(٢) لافها: كذا في ف. وفي الأصول: والاها. وهما بمعنى واحد.