الخبر في هذه القصة، وسبب منافرة عامر وعلقمة وخبر الأعشى وغيره معهما فيها
  علقم ما أنت إلى عامر ... الناقض الأوتار والواتر
  إن تسد الحوص فلم تعدهم ... وعامر ساد بني عامر
  ساد وألفى رهطه(١) سادة ... وكابرا سادوك عن كابر
  فقال رسول اللَّه ﷺ: كفّ عن ذكره يا حسان، فإن أبا سفيان لما شعّث مني(٢) عند هرقل، ردّ عليه علقمة، فقال حسان بن ثابت: بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه، من نالتك يده فقد وجب علينا شكره.
  الحطيئة وعلقمة بن علاثة
  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثنا أحمد بن الحارث الخراز قال: حدثنا المدائني، عن أبي بكر الهذليّ قال:
  لما أطلق عمر بن الخطاب ¥ الحطيئة من حبسه، قال له: يا أمير المؤمنين، اكتب لي كتابا إلى علقمة بن علاثة، لأقصده به، فقد منعتني التكسب بشعري. فقال: لا أفعل. فقيل له: يا أمير المؤمنين، وما عليك من ذلك؟ إن علقمة ليس بعاملك، فتخشى أن تأثم، وإنما هو رجل من المسلمين، تشفع له إليه. فكتب له بما أراد، فمضى الحطيئة بالكتاب، فصادف علقمة قد مات والناس منصرفون عن قبره، فوقف عليه، ثم أنشد قوله:
  لعمري لنعم المرء من آل جعفر ... بحوران أمسى أعلقته الحبائل
  فإن تحي لا أملل حياتي وإن تمت ... فما في حياة بعد موتك طائل
  وما كان بيني لو لقيتك سالما ... وبين الغنى إلا ليال قلائل
  / فقال له ابنه: يا حطيئة، كم ظننت أن علقمة يعطيك؟ قال: مئة ناقة. قال: فلك مئة ناقة يتبعها مئة من أولادها.
  فأعطاه إياها.
  علقمة وخالد وعمر بن الخطاب
  أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال: حدثنا الزّبير بن بكَّار قال: حدثني عمر بن أبي بكر قال: حدثنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد والضحاك بن عثمان قالا:
  لما قدم علقمة بن علاثة المدينة، وكان قد ارتد عن الإسلام، وكان لخالد بن الوليد صديقا، لقيه عمر بن الخطاب ¥ في المسجد في جوف الليل، وكان عمر يشبّه بخالد، وذلك أن أمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، فسلم عليه، وظن أنه خالد، / فقال: أعزلك؟ قال: كان ذلك. قال: واللَّه ما هو إلا نفاسة عليك، وحسد لك. فقال له عمر: فما عندك معونة على ذلك؟ قال: معاذ اللَّه، إن لعمر علينا سمعا وطاعة، وما نخرج إلى خلافه. فلما أصبح عمر ¥ أذن للناس، فدخل خالد وعلقمة، فجلس علقمة إلى جنب خالد، فالتفت عمر إلى علقمة فقال: إيه يا علقمة، أأنت القائل لخالد ما قلت؟ فالتفت علقمة إلى خالد، فقال: يا أبا سليمان، أفعلتها؟ قال: ويحك واللَّه ما لقيتك قبل ما ترى، وإني لأراك لقيت الرجل. قال: أراه واللَّه.
(١) كذا في ف. وفي الأصول: قومه.
(٢) شعث مني: عابني.