كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي حية النميري ونسبه

صفحة 475 - الجزء 16

  إذا أسقيتني كوزا بخطَّ ... فخطَّي ما بدا لك في الجدار

  فإن أعطيتني عينا بدين ... فهاتي العين وانتظري ضماري⁣(⁣١)

  خرقت مقدّما من جنب ثوبي ... حيال مكان ذاك من الإزار

  فقالت ويلها: رجل ويمشي ... بما يمشي به عجر الحمار⁣(⁣٢)

  وقالت: ما تريد؟ فقلت: خيرا ... نسيئة ما عليّ إلى يساري

  فصدّت بعد ما نظرت إليه ... وقد ألمحتها عنق الحوار

  بينه وبين ابن مناذر

  أخبرني إبراهيم بن أيوب عن عبد اللَّه بن مسلم قال:

  لقى ابن مناذر أبا حية، فقال له: أنشدني بعض شعرك. فأنشده:

  ألا حي من أجل الحبيب المغانيا

  فقال له ابن مناذر: وهذا شعر؟ فقال أبو حية: ما في شعري عيب هو شر من أنك تسمعه. ثم أنشده ابن مناذر شيئا من شعره، فقال له أبو حية: قد عرفتك ما قصتك؟

  وهذه القصيدة يفخر فيها أبو حية، ويذكر يوم النّشّاش⁣(⁣٣)، وهو يوم لبني نمير.


(١) الضمار: الوعد المسوف، أو الدين لا يرجى حصوله.

(٢) العجر: جميع عجرة: العروق المتعقدة في الجسد، يريد أير الحمار، لما فيه من التعقيد.

(٣) النشاش: وادلبني نمير كانت به وقعة بين بني نمير وأهل اليمامة «التاج».