كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أحمد بن يحيى المكي

صفحة 476 - الجزء 16

٢١ - أخبار أحمد بن يحيى المكَّي

  التعريف به

  أحمد بن يحيى بن مروزق المكيّ، ويكنى أبا جعفر. وكان يلقب ظنينا⁣(⁣١). وقد تقدم ذكر أبيه وأخباره. وهو أحد المحسنين المبرّزين، الرواة للغناء، المحكمي الصنعة. وكان إسحاق يقدّمه ويؤثره، ويشيد بذكره، ويجهر بتفضيله، وكتابه «المجرد» في الأغاني ونسبها أصل من / الأصول المعمول عليها، وما أعرف كتابا بعد كتاب إسحاق الذي ألفه لشبحا⁣(⁣٢)، يقارب كتابه، ولا يقاس به، وكان مع جودة غنائه وحسن صنعته، أحد الضراب الموصوفين المتقدمين.

  أخبرني عمي قال: حدثني أبو عبد اللَّه الهشاميّ، عن محمد بن أحمد المكيّ:

  أن أباه⁣(⁣٣) جمع لمحمد بن عبد اللَّه بن طاهر ديوانا للغناء ونسبه وجنسه، فكان محتويا على أربعة عشر ألف صوت.

  بكم كانوا يقومون فنه

  أخبرني جحظة قال: حدثني عليّ بن يحيى، ونسخت من بعض الكتب: حدثني محمد بن أحمد المكي قال:

  حدثني عليّ بن يحيى قال:

  قلت لإسحاق بن إبراهيم الموصليّ وقد جرى ذكر أحمد بن يحيى المكي: يا أبا محمد، لو كان أبو جعفر أحمد بن يحيى المكي مملوكا، كم كان يساوي؟ فقال: أخبرك عن ذلك.

  / انصرفت ليلة من دار الواثق، فاجتزت بدار الحسن بن وهب، فدخلت إليه، فإذا أحمد عنده، فلما قام لصلاة العشاء الآخرة، قال لي الحسن بن وهب: كم يساوي أحمد لو كان مملوكا؟ قلت: يساوي عشرين ألف دينار. قال: ثم رجع فغنى صوتا، فقال لي الحسن بن وهب: يا أبا محمد، أضعفها. قال: ثم تغنى صوتا آخر، فقلت للحسن: يا أبا عليّ أضعفها. ثم أردت الانصراف، فقلت لأحمد: غنني:

  صوت

  لولا الحياء وأن السّتر من خلقي ... إذن قعدت إليك الدهر لم أقم

  أليس عندك شكر للتي جعلت ... ما ابيضّ من قادمات الرأس كالحمم


(١) في «نهاية الأرب» (٤: ٣٢١): طنينا، بالطاء المهملة.

(٢) كذا في الأصول. ولإسحاق أكثر من كتاب، ولعله يقصد أحد كتابين له: ما ألفه للواثق وكتاب «الشركة» الذي كتب مقدمته وأكمله سندي بن علي (انظر «مصادر الموسيقى العربية» ٢٤ - ٢٨).

(٣) سقط من (ف) بقية هذا الخبر وما بعده إلى ص ٣١٣.