كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن صالح العلوي ونسبه

صفحة 514 - الجزء 16

  ثناء غير مختلق⁣(⁣١) ومدحا ... مع الركبان ينجد أو يغور

  أخ واساك في كلب الليالي ... وقد خذل الأقارب والنصير

  حفاظا حين أسلمك الموالي ... وضنّ⁣(⁣٢) بنفسه الرجل الصبور

  فإن تشكر فقد أولى جميلا ... وإن تكفر فإنك للكفور

  / وما في آل خاقان اعتصام ... إذا ما عمّم الخطب الكبير

  / لئام الناس إثراء وفقرا ... وأعجزهم إذا حمى القتير

  قويم⁣(⁣٣) لا يزوّجهم كريم ... ولا تسنى لنسوتهم مهور

  وإنما ذكر آل خاقان ههنا لأن عبيد اللَّه بن يحيى قصّر به وتحامل عليه، وكان يقول ما يكره، ويؤكَّد ما يوجب حبسه، وكان فيه وفي ولده نصب⁣(⁣٤) شديد.

  ولمحمد بن صالح في آل المدبّر مدائح كثيرة، لا معنى لذكرها في هذا الكتاب.

  صداقته لسعيد بن حميد

  أخبرني علي بن العباس بن أبي طلحة الكاتب قال: حدثني عبد اللَّه بن طالب الكاتب قال:

  كان محمد بن صالح العلويّ حلو اللسان، ظريفا أديبا، فكان بسرّ من رأى مخالطا لسراة الناس، ووجوه أهل البلد، وكان لا يكاد يفارق سعيد بن حميد، وكانا يتقارضان الأشعار، ويتكاتبان بها. وفي سعيد يقول محمد بن صالح العلويّ:

  أصاحب من صاحبت ثمّت أنثني ... إليك أبا عثمان عطشان صاديا

  أبى القلب أن يروى بهم وهو حائم ... إليك وإن كانوا الفروع العواليا

  ولكن إذا جئناك لم نبغ مشربا ... سواك وروّينا العظام الصّواديا⁣(⁣٥)

  قال عبد اللَّه بن طالب⁣(⁣٦):

  وكان بعض بني هاشم دعاه، فمضى إليه، وكتب سعيد إليه يسأله المصير إليه، فأخبر بموضعه عند الهاشميّ، فلما عاد عرف خبر سعيد وإرساله إليه، فكتب إليه بهذه الأبيات.

  / قال عبد اللَّه: وشرب يوما هو وسعيد بن حميد، فسكر محمد بن صالح قبله، فقام لينصرف، والتفت إلى سعيد وقال له:


(١) أ، م: غير مخلوق.

(٢) أ، م: وصد.

(٣) كذا في أ، م، وفي بقية الأصول: لئام.

(٤) نصب: كره لآل عليّ وعداوة.

(٥) أ، م: العواريا، ولعله يريد عظام آبائه الذين ماتوا، وكان بينهم وبين آباء الممدوح صلات مودّة.

(٦) أ، م: ابن أبي طالب.