كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الكميت ونسبه وخبره

صفحة 21 - الجزء 17

  والمصيبون باب ما أخطأ النّا ... س ومرسو قواعد الإسلام⁣(⁣١)

  قد أصابوا فيك، فلا نكذب أباك.

  المستهل وأبو مسلم

  قال: ودخل المستهلّ على أبي مسلم، فقال له: أبوك الذي كفر بعد إسلامه، فقال: كيف وهو الذي يقول:

  بخاتمكم كرها تجوز أمورهم⁣(⁣٢) ... فلم أر غصبا مثله حين يغصب

  فأطرق أبو مسلم مستحييا منه.

  المستهل يشكو إلى أبي جعفر

  أخبرني عمّي، قال: حدثنا محمد بن سعد الكرانيّ، قال: حدثنا الحسن بن بشر السّعديّ، قال:

  / أخذ العسس المستهلّ بن الكميت في أيام جعفر، وكان / الأمر صعبا، فحبس، فكتب إلى أبي جعفر يشكو حاله، وكتب في آخر الرّقعة:

  لئن نحن خفنا في زمان عدوّكم ... وخفناكم إنّ البلاء لراكد

  فلما قرأها أبو جعفر قال: صدق المستهلّ، وأمر بتخليته.

  خبر لدعبل في رؤياه النسبي

  حدثني عليّ بن محمد بن عليّ إمام مسجد الكوفة، قال: أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخزاعيّ - ابن أخي دعبل - قال: حدثني عمّي دعبل بن عليّ قال:

  رأيت النبيّ، ، في النوم، فقال لي: ما لك وللكميت بن زيد؟ فقلت: يا رسول اللَّه، ما بيني وبينه إلَّا كما بين الشعراء، فقال: لا تفعل، أليس هو القائل:

  فلا زلت فيهم حيث يتّهمونني ... ولا زلت في أشياعهم أتقلَّب

  فإنّ اللَّه قد غفر له بهذا البيت. قال: فانتهيت عن الكميت بعدها.

  خبر لسعد الأسدي في رؤياه النبي

  حدثني عليّ بن محمد، قال: حدثني إسماعيل بن عليّ، قال: حدثني إبراهيم بن سعد الأسديّ، قال:

  سمعت أبي يقول: رأيت رسول اللَّه في المنام، فقال: من أيّ الناس أنت؟ قلت: من العرب، قال:

  أعلم، فمن أيّ العرب؟ قلت: من بني أسد، قال: من أسد بن خزيمة؟ قلت: نعم، قال لي: أهلاليّ أنت؟ قلت:

  نعم، قال: أتعرف الكميت بن زيد؟ قلت: يا رسول اللَّه، عمّي ومن قبيلتي، قال: أتحفظ من شعره شيئا؟ قلت:

  نعم، قال: أنشدني⁣(⁣٣):

  طربت وما شوقا إلى البيض أطرب


(١) في الهاشميات: «والمصيبين ... ومرسي».

(٢) في ط: «لخاتمكم»، والمثبت من أ، ب والهاشميات.

(٣) الهاشميات ٣٦، وبقية البيت:

ولا لعبا مني وذو الشّوق يلعب