ذكر الكميت ونسبه وخبره
  / قال: فأنشدته حتى بلغت إلى قوله(١):
  فما لي إلَّا آل أحمد شيعة ... وما لي إلَّا مشعب الحقّ مشعب
  فقال لي: إذا أصبحت فاقرأ #، وقل له: قد غفر اللَّه لك بهذه القصيدة.
  نصر بن مزاحم يراه في نومه ينشد بين يدي النبي
  وجدت في كتاب بخط المرهبيّ الكوفيّ: حدّثني سليمان بن الربيع بن هشام النهديّ(٢) الخراز، قال:
  حدثني نصر بن مزاحم المنقريّ، أنّه رأى النبيّ ﷺ في النوم وبين يديه رجل ينشده:
  من لقلب متيّم مستهام؟(٣)
  قال: فسألت عنه، فقيل لي: هذا الكميت بن زيد الأسديّ، قال: فجعل النبيّ ﷺ يقول له: جزاك اللَّه خيرا! وأثنى عليه.
  نقد الفرزدق شعره
  أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف، قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزيّ، قال: حدثني أحمد بن بكير الأسديّ، قال: حدثني محمد بن أنس السّلاميّ، قال: حدثني محمد بن سهل راوية الكميت، قال:
  جاء الكميت إلى الفرزدق لما قدم الكوفة، فقال له: إني قد قلت شيئا فأسمعه مني يا أبا فراس. قال: هاته، فأنشده قوله(٤).
  /
  طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب(٥)
  ولكن إلى أهل الفضائل والنّهى ... وخير بني حوّاء والخير يطلب
  فقال له: قد طربت إلى شيء ما طرب إليه أحد قبلك، فأما نحن فما نطرب، ولا طرب من كان قبلنا إلَّا إلى ما تركت أنت الطرب إليه.
  يعرض شعره على الفردزق قبل إذاعته
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، قال: حدثنا محمد بن عليّ النّوافليّ، قال: سمعت أبي يقول:
  لما قال الكميت بن زيد الشعر كان أول ما قال الهاشميّات، فسترها، ثم أتى الفردزق بن غالب، فقال له:
  يا أبا فراس، إنك شيخ مضر وشاعرها، وأنا ابن أخيك الكميت بن زيد الأسديّ. قال له: صدقت، أنت ابن أخي، فما / حاجتك؟ قال: نفث على لساني(٦) فقلت شعرا، فأحببت أن أعرضه عليك؛ فإن كان حسنا أمرتني بإذاعته، وإن
(١) الهاشميات ٣٩.
(٢) في ب: «السمري».
(٣) في أ: مشتاق، وبقيته:
غير ما صبوة ولا أحلام
(٤) الهاشميات ٣٦.
(٥) حاشية أ: «وذو الشوق»، وعليها علامة الصحة، وهي رواية لهاشميات.
(٦) نفث على لساني: أوحى إليّ بالشعر.