أخبار كعب بن زهير
  على لاحب مثل المجرّة خلته ... إذا ما علا نشزا من الأرض مهرق(١)
  أجز يا لكع، فقال كعب:
  منير هداه ليله كنهاره ... جميع، إذا يعلو الحزونة أفرق
  زهير يتعسفه ليعلم ما عنده
  قال: فتبدّى(٢) زهير في نعت النعام، وترك الإبل، يتعسّفه(٣) عمدا ليعلم ما عنده، قال:
  وظلّ بوعساء الكثيب كأنّه ... خباء على صقبي بوان مروّق
  صقبى عمودي، بوان: عمود من أعمدة البيت، فقال كعب:
  تراخى به حبّ الضّحاء وقد رأى ... سماوة قشراء الوظيفين عوهق(٤)
  فقال زهير:
  تحنّ إلى مثل الحابير جثّم ... لدى منتج من قيضها(٥) المتفلَّق
  الحبابير: جمع حبارى(٦)، وتجمع أيضا حباريات، فقال كعب:
  تحطَّم عنها قيضها عن خراطم ... وعن حدق كالنّبخ لم يتفتّق
  الخراطم ها هنا: المناقير، والنّبخ: الجدري، شبّه أعين ولد النعامة به.
  إذنه له في قول الشعر
  قال: فأخذ زهير بيد ابنه كعب، ثم قال له: قد أذنت لك في الشّعر يا بنيّ.
  فلما نزل كعب وانتهى إلى أهله - وهو صغير يومئذ - قال(٧):
  أبيت فلا أهجو الصديق ومن يبع ... بعرض أبيه في المعاشر ينفق
  / قال: وهي أوّل قصيدة قالها.
  خروجه وبجير إلى رسول اللَّه
  أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ وحبيب بن نصر المهلَّبيّ قالا: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدثني إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، قال: حدثني الحجاج بن ذي الرّقيبة بن عبد الرحمن بن مضرّب بن كعب بن زهير بن أبي سلمى، عن أبيه، عن جدّه / قال:
(١) اللاحب: الطريق الواضح. مهرق: أملس.
(٢) الديوان: «ثم بدأ زهير».
(٣) الديوان: يعتسف به عمدا.
(٤) تراخى: تطاول. والضحاء للإبل، مثل الغداء للناس. سماوة: شخص. قشراء الوظيفين، يعني الساقين. وعوهق: طويلة العنق.
(٥) القبض: القشرة العليا للبيضة.
(٦) الحبارى: طائر معروف. وفي الديوان: «لدي سكن».
(٧) من قصيدة في ديوان زهير ٢٤٥، مطلعها:
ويوم تلافيت الصّبا أن يفوتني ... برحب الفروج ذي محّل موثّق
يقول أبو عمرو: «إن زهيرا وكعبا اشتركا فيها».