كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار كعب بن زهير

صفحة 59 - الجزء 17

  على لاحب مثل المجرّة خلته ... إذا ما علا نشزا من الأرض مهرق⁣(⁣١)

  أجز يا لكع، فقال كعب:

  منير هداه ليله كنهاره ... جميع، إذا يعلو الحزونة أفرق

  زهير يتعسفه ليعلم ما عنده

  قال: فتبدّى⁣(⁣٢) زهير في نعت النعام، وترك الإبل، يتعسّفه⁣(⁣٣) عمدا ليعلم ما عنده، قال:

  وظلّ بوعساء الكثيب كأنّه ... خباء على صقبي بوان مروّق

  صقبى عمودي، بوان: عمود من أعمدة البيت، فقال كعب:

  تراخى به حبّ الضّحاء وقد رأى ... سماوة قشراء الوظيفين عوهق⁣(⁣٤)

  فقال زهير:

  تحنّ إلى مثل الحابير جثّم ... لدى منتج من قيضها⁣(⁣٥) المتفلَّق

  الحبابير: جمع حبارى⁣(⁣٦)، وتجمع أيضا حباريات، فقال كعب:

  تحطَّم عنها قيضها عن خراطم ... وعن حدق كالنّبخ لم يتفتّق

  الخراطم ها هنا: المناقير، والنّبخ: الجدري، شبّه أعين ولد النعامة به.

  إذنه له في قول الشعر

  قال: فأخذ زهير بيد ابنه كعب، ثم قال له: قد أذنت لك في الشّعر يا بنيّ.

  فلما نزل كعب وانتهى إلى أهله - وهو صغير يومئذ - قال⁣(⁣٧):

  أبيت فلا أهجو الصديق ومن يبع ... بعرض أبيه في المعاشر ينفق

  / قال: وهي أوّل قصيدة قالها.

  خروجه وبجير إلى رسول اللَّه

  أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ وحبيب بن نصر المهلَّبيّ قالا: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدثني إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، قال: حدثني الحجاج بن ذي الرّقيبة بن عبد الرحمن بن مضرّب بن كعب بن زهير بن أبي سلمى، عن أبيه، عن جدّه / قال:


(١) اللاحب: الطريق الواضح. مهرق: أملس.

(٢) الديوان: «ثم بدأ زهير».

(٣) الديوان: يعتسف به عمدا.

(٤) تراخى: تطاول. والضحاء للإبل، مثل الغداء للناس. سماوة: شخص. قشراء الوظيفين، يعني الساقين. وعوهق: طويلة العنق.

(٥) القبض: القشرة العليا للبيضة.

(٦) الحبارى: طائر معروف. وفي الديوان: «لدي سكن».

(٧) من قصيدة في ديوان زهير ٢٤٥، مطلعها:

ويوم تلافيت الصّبا أن يفوتني ... برحب الفروج ذي محّل موثّق

يقول أبو عمرو: «إن زهيرا وكعبا اشتركا فيها».