أخبار كعب بن زهير
  خرج كعب وبجير ابنا زهير بن أبي سلمى إلى رسول اللَّه ﷺ حتى بلغا أبرق العزّاف(١)، فقال كعب لبجير:
  الحق الرجل، وأنا مقيم ها هنا، فانظر ما يقول لك.
  إسلام بجير
  فقدم بجير على رسول اللَّه ﷺ، فسمع منه وأسلم، وبلغ ذلك كعبا، فقال(٢):
  ألا أبلغا عني بجيرا رسالة ... على أيّ شيء عويب غيرك دلَّكا(٣)
  على خلق لم تلف أمّا ولا أبا ... عليه ولم تدرك عليه أخا لكا
  سقاك أبو بكر بكأس رويّة ... فأنهلك المأمون منها وعلَّكا(٤)
  إهدار الرسول دمه
  ويروى «المأمور». قال: فبلغت أبياته هذه رسول اللَّه ﷺ فأهدر دمه، وقال: من لقي منكم كعب بن زهير فليقتله.
  بجير ينذره ويحثه على الإسلام
  فكتب إليه أخوه بجير بخبره، وقال له: انجه(٥) وما أراك بمفلت. وكتب إليه بعد ذلك يأمره أن يسلم ويقبل إلى رسول اللَّه ﷺ ويقول له: إنّ من شهد أن لا إله إلا اللَّه وأنّ محمدا رسوله قبل ﷺ منه، وأسقط ما كان قبل ذلك. فأسلم كعب، وقال القصيدة التي اعتذر فيها إلى رسول اللَّه ﷺ(٦):
  بانت سعاد فقلبي اليوم مقبول ... متيّم عندها لم يجز مكبول(٧)
  إسلامه
  قال: ثم أقبل حتى أناخ راحلته بباب مسجد رسول اللَّه ﷺ، وكان مجلسه من أصحابه مكان المائدة من القوم حلقة ثم حلقة ثم حلقة، وهو وسطهم، فيقبل على هؤلاء يحدّثهم، ثم على هؤلاء، ثم على هؤلاء، فأقبل كعب حتى دخل المسجد فتخطَّى حتى جلس إلى رسول اللَّه ﷺ، فقال: يا رسول اللَّه، الأمان. قال: ومن أنت؟ قال:
  كعب بن زهير. قال: أنت الذي يقول ... كيف قال يا أبا بكر؟ فأنشده حتى بلغ إلى قوله:
(١) أبرق العزاف: ماء لبني أسد.
(٢) ديوانه ٣.
(٣) في الديوان:
فهل لك فيما قلت بالخيف هل لكا؟
وجعل الشطر الثاني من هذا البيت عجز بيت آخر، هو:
وخالفت أسباب الهوى وتبعته
وويب مثل ويح وويس.
(٤) صدر هذا البيت في الديوان:
شربت مع المأمون كأسا رويّة
(٥) انجه، أي انج، زيدت هاء السكت في آخره.
(٦) ديوانه ٦.
(٧) انظر ص ٨١، هامش (١).