كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن الدمينة ونسبه

صفحة 68 - الجزء 17

  مصعب السلولي يحرض قومه لإنقاذه

  قال: وبلغ مصعبا أنّ قوم ابن الدّمينة يريدون أن يقتحموا عليه سجن تبالة فيقتلوه به غيلة؛ فقال يحرّض قومه:

  لقيت أبا السّريّ وقد تكالا ... له حقّ العداوة في فؤادي⁣(⁣١)

  فكاد الغيظ يفرطني إليه ... بطعن دونه طعن السّداد

  / إذا نبحت كلاب السجن حولي ... طمعت هشاشة وهفا فؤادي

  طماعة أن يدقّ السجن قومي ... وخوفا أن يبيّتني الأعادي

  فما ظنّي بقومي شرّ ظنّ ... ولا أن يسلموني في البلاد

  وقد جدّلت⁣(⁣٢) قاتلهم فأمسى ... يمجّ دم الوتين على الوساد

  هروب مصعب السلولي إلى صنعاء

  فجاءت بنو عقيل إليه ليلا، فكسروا السجن، وأخرجوه منه.

  قال مصعب: فلما أفلت من السجن هرب إلى صنعاء، فقدم علينا وأبى⁣(⁣٣) بها يومئذ وال، فنزل على كاتب لأبي كان مولى لهم، فرأيته حينئذ ولم يكن جلدا من الرجال.

  مما يغني به من شعره

  ومما يغنّى به من شعر ابن الدّمينة قوله من قصيدة أولها⁣(⁣٤):

  أقمت على زمّان⁣(⁣٥) يوما وليلة ... لأنظر ما واشي أميمة صانع

  فقصرك⁣(⁣٦) مني كلّ عام قصيدة ... تخبّ بها خوص المطيّ النّزائع

  وهذه القصيدة ذكر أحمد بن يحيى ثعلب أنّ عبد اللَّه بن شبيب أنشده إياها، عن محمد بن عبد اللَّه الكرانيّ لابن الدّمينة. والذي يغنّى به منها قوله⁣(⁣٧):

  صوت

  أقضّي نهاري بالحديث وبالمنى ... ويجمعني والهمّ بالليل جامع


(١) ديوانه ٢١، معاهد التنصيص: ١/ ١٦٩. تكالا: أصله تكالأ بمعنى كمن واستتر.

(٢) جدلت: صرعته على الجدالة؛ الجدالة: الأرض. وفي المختار: وقد «جندلت».

(٣) في ب، س: «وإني» والمثبت في أ.

(٤) ديوانه ٨٧.

(٥) زمّان، بكسر أوله وتشديد ثانيه وآخره نون: محلة بني مازن بالبصرة. وفي أ: «زمان» بفتح أوله. وفي ديوانه «رمان» بالراء المهملة، ورمان بفتح الراء: جبل في بلاد طيئ.

(٦) س: «فقصدك»، ويقال: قصرك أن تفعل كذا؛ أي حسبك وكفايتك وغايتك، وكذلك قصارك وقصاراك.

(٧) هذه الأبيات الثلاثة، نسبها صاحب الآمالي ٢: ٣١٤، لقيس بن ذريح، وهي من قصيدة طويلة يخلطها الناس كثيرا بقصيدة لمجنون ليلى، توافقها في الوزن والقافية. وانظر ديوانه ١: ١٧٠.