كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن الدمينة ونسبه

صفحة 69 - الجزء 17

  نهاري نهار الناس حتى إذا بدا ... لي الليل شاقتني⁣(⁣١) إليك المضاجع

  لقد ثبتت في القلب منك محبّة ... كما ثبتت في الراحتين الأصابع

  غنّاه إبراهيم رملا بالوسطى، عن عمرو بن بانة.

  يحب أميمة ويتزوجها

  نسخت من كتاب أبي سعد، قال: حدثنا ابن أبي السّريّ، عن هشام، قال:

  هوي ابن الدّمينة امرأة من قومه يقال لها أميمة، فهام بها مدّة، فلما وصلته تجنّى عليها، وجعل ينقطع عنها، ثم زارها ذات يوم فتعاتبا طويلا، ثم أقبلت عليه فقالت⁣(⁣٢):

  صوت

  وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني ... وأشمتّ بي من كان فيك يلوم

  وأبرزتني للناس ثم تركتني ... لهم غرضا أرمى وأنت سليم

  فلو أنّ قولا يكلم الجسم قد بدا ... بجسمي من قول الوشاة كلوم

  الشعر لأميمة: امرأة ابن الدّمينة، والغناء لإبراهيم الموصليّ خفيف رمل بالوسطى، عن عمرو والهشامي.

  وذكر حبش أنّ لإبراهيم أيضا فيه / لحنا من الثقيل الأول بالوسطى، وذكر / حكم الوادي أنّ هذا اللحن ليعقوب الوادي، وفيه لعريب خفيف ثقيل.

  قال: فأجابها ابن الدّمينة، فقال⁣(⁣٣):

  وأنت التي قطَّعت قلبي حزازة ... ومزّقت قرح⁣(⁣٤) القلب فهو كليم

  وأنت التي كلفتني دلج السّرى ... وجون القطا بالجلهتين⁣(⁣٥) جثوم

  وأنت التي أحفظت قومي فكلَّهم ... بعيد الرّضا داني الصدود كظيم⁣(⁣٦)

  قال: ثم تزوّجها بعد ذلك، وقتل وهي عنده.

  قصة عاشقين

  فأخبرني الحسين بن يحيى، قال: قال حمّاد بن إسحاق: حدثني أبي، قال: حدثنا سعيد بن سلم، عن أبي الحسن الينبعيّ، قال:

  بينا أنا وصديق لي من قريش نمشي بالبلاط⁣(⁣٧) ليلا إذا بظلّ نسوة في القمر، فالتفتنا فإذا بجماعة نسوة،


(١) في هامش أمن نسخة: «هزتني» وهي أيضا رواية الديوان: ٨٨.

(٢) وكذا في ديوان ابن الدمينة: ٤٢ البيتان الأول والثاني، أما الثالث فمنسوب فيه إلى ابن الدمينة، وانظر «معاهد التنصيص»: ١/ ١٦٢ وديوان الحماسة: ٣/ ٣١٨، وفيه نسبت الأبيات إلى أمامة لا أميمة.

(٣) ديوان الحماسة ٣: ٣١٨، ديوانه ٤٢.

(٤) في هامش أمن نسخة: «جرح».

(٥) الجلهتان: موضع.

(٦) نسب هذا البيت في رواية ديوانه ٤٢ إلى صاحبته.

(٧) البلاط: موضع بنى مسجد رسول اللَّه وسوق المدينة.