كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب أبي قيس بن الأسلت وأخباره

صفحة 88 - الجزء 17

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار، قال: حدثني داود بن محمد بن جميل، عن ابن الأعرابيّ، قال: قال لي الهيثم بن عدي: كنّا جلوسا عند صالح بن حسان، فقال لنا:

  وأخبرني عمّي عن الكرانيّ، عن النوشجاني، عن العمريّ، عن الهيثم بن عديّ، قال: قال لنا صالح بن حسّان، وأخبرني به الأخفش عن المبرّد، قال: قال لي صالح بن حسّان:

  بيت خفر في امرأة خفرة شريفة

  أنشدوني بيتا خفرا في امرأة خفرة شريفة، فقلنا: قول حاتم:

  يضيء لنا البيت الظليل خصاصه ... إذا هي يوما حاولت أن تبسّما⁣(⁣١)

  فقال: هذه من الأصنام، أريد أحسن من هذا. قلنا: قول الأعشى⁣(⁣٢):

  كأنّ مشيتها من بيت جارتها ... مرّ السحابة لا ريث ولا عجل

  فقال: هذه خرّاجة ولَّاجة كثيرة الاختلاف. قلنا: بيت ذي الرّمّة⁣(⁣٣):

  تنوء بأخراها فلأيا قيامها⁣(⁣٤) ... وتمشي الهوينا من قريب فتبهر

  / فقال: هذا ليس ما أردت، إنما وصف هذه بالسمن، وثقل البدن. فقلنا: ما عندنا شيء. فقال: قول أبي قيس بن الأسلت⁣(⁣٥):

  ويكرمها جاراتها فيزرنها ... وتعتلّ عن إتيانهنّ فتعذر

  وليس لها أن تستهين بجارة⁣(⁣٦) ... ولكنها منهنّ تحيا وتخفر

  أحسن بيت وصفت به الثريا

  ثم قال: أنشدوني أحسن بيت وصفت به الثريّا. قلنا: بيت ابن الزّبير الأسديّ:

  وقد لاح في القور الثّريّا كأنما⁣(⁣٧) ... به راية بيضاء تخفق للطَّعن

  قال: أريد أحسن من هذا، قلنا: بيت امرئ القيس:

  إذا ما الثريّا في السماء تعرّضت ... تعرض أثناء الوشاح المفصّل⁣(⁣٨)

  قال: أريد أحسن من هذا. قلنا: بيت ابن الطَّثريّة:

  إذا ما الثريّا في السماء كأنها ... جمان وهى من سلكه فتسرّعا⁣(⁣٩)


(١) «ديوانه» ٢١، وفيه: «خصاصة».

(٢) ديوانه ٥٥.

(٣) ديوانه ٢٢٧.

(٤) في أ: «تبوء»، والمثبت يوافق ما في الديوان.

(٥) معاهد التنصيص ٢: ٢٧.

(٦) في أ: «تستعين».

(٧) في أوالمعاهد: الغور.

(٨) ديوانه ١٤.

(٩) معاهد التنصيص ٢: ٢٦.