كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر الحطيئة ونسبه

صفحة 434 - الجزء 2

  قال: ثم لم تقنعه النّخيلات، وقد أقام فيهم زمانا فسألهم ميراثه كاملا من الأفقم فلم يعطوه شيئا وضربوه، فغضب عليهم وقال:

  تمنّيت بكرا أن يكونوا عمارتي⁣(⁣١) ... وقومي وبكر شرّ تلك القبائل

  إذا قلت بكريّ نبوتم⁣(⁣٢) بحاجتي ... فيا ليتني من غير بكر بن وائل

  فعاد إلى بني عبس وانتسب إلى أوس بن مالك. وقال الأصمعيّ في خبره: لما أتى أهل القريّة، وهم بنو ذهل، يطلب ميراثه من الأفقم مدحهم فقال:

  إنّ اليمامة خير ساكنها ... أهل القريّة من بني ذهل

  الضامنون لمال جارهم ... حتى يتمّ نواهض⁣(⁣٣) البقل

  قوم إذا انتسبوا ففرعهم ... فرعي وأثبت أصلهم أصلي

  قال: فلم يعطوه شيئا، فقال يهجوهم:

  إنّ اليمامة شرّ ساكنها ... أهل القريّة من بني ذهل

  تزوّجت أمه فهجاها

  وقال أبو اليقظان في خبره: كان الرجل الذي تزوّج أمّ الحطيئة أيضا ولد زنا اسمه الكلب بن كنيس⁣(⁣٤) بن جابر بن قطن بن نهشل، وكان كنيس⁣(⁣٤) زنى بأمة لزرارة يقال لها رشيّة، فولدت له الكلب ويربوعا، فطلبهم من زرارة فمنعه⁣(⁣٥) منهم، فلما مات طلبهم من أبيه لقيط فمنعه؛ وقال لقيط في ذلك:

  أفي نصف شهر ما صبرتم لحقّنا ... ونحن صبرنا قبل ذاك سنينا

  وهي أبيات. فتزوّج الكلب الضّرّاء أمّ الحطيئة؛ فهجاه الحطيئة وهجا أمّه فقال:

  ولقد رأيتك في النساء فسؤتني ... وأبا بنيك فساءني في المجلس

  إنّ الذليل لمن تزور ركابه ... رهط ابن جحش في الخطوب الحوّس⁣(⁣٦)

  قبح الاله قبيلة لم يمنعوا ... يوم المجيمر⁣(⁣٧) جارهم من فقعس⁣(⁣٨)


(١) العمارة بكسر العين وفتحها: أصغر من القبيلة، وترتيبها هكذا: الشعب أكثر من القبيلة ثم القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ ثم العشيرة ثم الفصيلة ثم الرهط.

(٢) نبوتم: تجافيتم وتباعدتم.

(٣) نواهض البقل: ما استوى منه، يقال: نهض النبت إذا استوى.

(٤) كذا في ب، س، ح. وفي م، أ: «الكبيش».

(٥) كذا في ح. وفي سائر النسخ: «فمنعهم منه».

(٦) كذا في أغلب النسخ. والحوّس: الأمور الشداد التي تنزل بالقوم وتغشاهم. وفي ح و «ديوانه» (النسخة المخطوطة الموجودة بدار الكتب المصرية تحت رقم ٣ أدب ش هكذا:

رهط ابن جحش في مضيق المحبس

(٧) قال ياقوت: المجيمر: جبل بأعلى مهل (ماء في ديار بني تميم) وقيل المجيمر: أرض لبني فزارة.

(٨) فقعس: حي من بني أسد.