كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر الحطيئة ونسبه

صفحة 437 - الجزء 2

  قلت شعرا تذكر فيه نفسك وتضعني موضعا بعدك! - وقال أبو عبيدة: تبدأ بنفسك فيه ثم تثنّي بي - فإنّ الناس لأشعاركم أروى وإليها أسرع! فقال كعب:

  فمن للقوافي شانها⁣(⁣١) من يحوكها ... إذا ما ثوى كعب وفوّر جرول

  كفيتك لا تلقى من الناس واحدا ... تنخّل⁣(⁣٢) منها مثل ما نتنخّل

  نقول فلا نعيا بشيء نقوله ... ومن قائليها من يسيء ويجمل

  نثقّفها⁣(⁣٣) حتى تلين متونها ... فيقصر عنها كلّ ما يتمثّل⁣(⁣٤)

  / قال: فاعترضه مزرّد بن ضرار، واسمه يزيد وهو أخو الشّمّاخ، وكان عرّيضا أي شديد⁣(⁣٥) العارضة كثيرها، فقال:

  باستك⁣(⁣٦) إذ⁣(⁣٧) خلفتني خلف شاعر ... من الناس لم أكفئ⁣(⁣٨) ولم أتنخّل

  فإن تخشبا⁣(⁣٩) أخشب وإن تتنخّلا ... وإن كنت أفتى منكما أتنخّل

  فلست كحسّان الحسام ابن ثابت ... ولست كشمّاخ ولا كالمخبّل

  أنشد عمر شعرا هجا به قومه ومدح إبله

  نسخت من كتاب الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني محمد بن الضحّاك قال:

  أنشد الحطيئة عمر بن الخطاب ¥ قصيدة نال فيها من قومه ومدح إبله فقال:

  مهاريس⁣(⁣١٠) يروي رسلها ضيف أهلها ... إذا الريح⁣(⁣١١) أبدت أوجه الخفرات


(١) شأنها: جاء بها شائنة أي معيبة. وثوى: مات، وكذا فوّز. قال ابن برّي: وقد قيل: إنه لا يقال فوّز فلان حتى يتقدّم الكلام كلام فيقال: مات فلان وفوّز فلان بعده، يشبه بالمصلي من الخيل بعد المجلي.

(٢) كذا في م، أ، ح و «الشعر والشعراء» بالخاء المعجمة، يقال تنخلت الشيء: تخيرته واستقصيت أفضله. وفي ب، س: «تنحل» بالحاء المهملة وهو تصحيف.

(٣) كذا في ح و «خزانة الأدب» للبغدادي ج ١ ص ٤١١ بالنون. وفي باقي النسخ: «يثقفها» بالياء.

(٤) يتمثل: يضرب مثلا، يقال: تمثل هذا البيت وتمثل به أي ضربه مثلا.

(٥) كذا في جميع الأصول ولم نجد هذا المعنى الذي أورده أبو الفرج في «كتب اللغة» ك «اللسان» و «القاموس» والذي ذكرته في معنى العرّيض أنه الذي يتعرّض للناس بالشرّ.

(٦) كذا في جميع الأصول وفي «طبقات الشعراء» لابن سلام طبع أوروبا صحيفة (٢١) سطر (١٨) «وباستك».

(٧) في أ، ء، م: «أن».

(٨) من الإكفاء المعدود في عيوب الشعر وهو المخالفة بين حركات الرويّ رفعا ونصبا وجرا، وله تعاريف أخرى (انظر «اللسان» مادة كفأ). والتنحل: أن يدعي الشعر لنفسه وهو لغيره.

(٩) كذا في ح، ء، أ. يقال: خشب الشعر يخشبه خشبا أي يمرّه كما يجيئه ولم يتأنق فيه ولا تعمّل له، وهو يخشب الكلام والعمل إذا لم يحكمه ولم يجوّده. وفي باقي النسخ:

فإن تخشنا أخشن وإن تتنحلا ... وإن كنت أفتى منكما أتنحل

بالنون في «تخشنا وأخشن» وبالحاء المهملة في تتنحلا وأتنحل وهو تصحيف. وفي «طبقات الشعراء» لابن سلام «فإن تجشبا أجشب» بمعنى خشن.

(١٠) المهاريس من الإبل: التي تقضم العيدان إذا قل الكلأ وأجدبت البلاد، كأنها تهرسها بأفواهها أي تدقها. وقيل: الشداد، سميت بذلك لشدّة وطئها. والواحد مهراس. ورسلها: لبنها

(١١) كذا في جميع الأصول. وفي «الديوان و» لسان العرب «مادّة هرس:» إذا النار.