كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب الربيع بن زياد

صفحة 130 - الجزء 17

  فقتلوه، فخرج الحارث فقال: لا يبقى صبيّ في الحيّ إلَّا غرّق في الغدير أو يرضى أبو دواد، فودي ابن أبي دواد عشر ديات فرضي، وهو قول أبي دواد:

  إبلي الإبل لا يحوزها الرا ... عون ومجّ النّدى عليها المدام

  قال أبو سعيد: حفظي: لا يحوزها الراعي ومجّ الندى.

  إليك ربيعة الخير بن قرط ... وهوبا للطَّريف وللتّلاد

  كفاني ما أخاف أبو هلال ... ربيعة فانتهت عنّي الأعادي

  تظلّ جياده يحدين⁣(⁣١) حولي ... بذات الرّمث كالحدإ الغوادي

  كأني إذ أنخت إلى ابن قرط ... عقلت إلى يلملم أو نضاد⁣(⁣٢)

  وقال أيضا قيس بن زهير:

  /

  إن تك حرب فلم أجنها ... جنتها خيارهم أو هم⁣(⁣٣)

  حذار الرّدى إذ رأوا خيلنا ... مقدّمها سابح أدهم

  عليه كميّ وسرباله ... مضاعفة نسجها محكم

  فإن شمّرت لك عن ساقها ... فويها ربيع ولم يسأموا

  نهيت ربيعا فلم يزدجر ... كما انزجر الحارث الأضجم⁣(⁣٤)

  قال أبو عبد اللَّه: الحارث الأضجم: رجل من بني ضبيعة بن ربيعة بن نزار، وهو صاحب المرباع.

  قال: فكانت تلك الشّحناء بين بني زياد وبين بني زهير، فكان قيس يخاف خذلانهم إياه، فزعموا أنّ قيسا دسّ غلاما له مولَّدا، فقال: انطلق كأنك تطلب إبلا؛ فإنهم سيسألونك، فاذكر مقتل مالك، ثم احفظ ما يقولون. فأتاهم العبد، فسمع الربيع يتغنّى بقوله:

  أفبعد مقتل مالك بن زهير ... ترجو النساء عواقب الأطهار⁣(⁣٥)

  فلما رجع العبد إلى قيس فأخبره بما سمع من الربيع بن زياد، عرف قيس أن قد غضب، فاجتمعت بنو عبس على قتال بني فزارة، فأرسلوا إليهم أن ردّوا علينا إبلنا التي ودينا بها⁣(⁣٦) / عوفا أخا حذيفة بن بدر لأمّه، فقال:

  لا أعطيكم دية ابن أمي، وإنما قتل صاحبكم حمل بن بدر، وهو ابن الأسدية، وأنتم وهو أعلم.

  / فزعم بعض الناس أنهم كانوا ودوا عوف بن بدر بمائة من الإبل متلية؛ أي قد دنا نتاجها، وأنه أتى على تلك الإبل أربع سنين، وأنّ حذيفة بن بدر أراد أن يردّها بأعيانها، فقال له سنان بن خارجة المرّيّ: أتريد أن تلحق بنا


(١) في النقائض: «يجمزن»، وفي أ: «يجرين».

(٢) يلملم ونضاد: جبلان.

(٣) في النقائض: «صبارتهم أوهم».

(٤) في المختار: «الأضخم»، وهو يوافق ما في النقائض. قال: وروى ابن الأعرابي: «الحارث الأجذم».

(٥) النقائض: ٩٣.

(٦) النقائض والمختار: «وديناها».