كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب الربيع بن زياد

صفحة 133 - الجزء 17

  شدّاد بن معاوية العبسيّ، وعمرو بن ذهل بن مرة بن مخزوم بن مالك بن غالب⁣(⁣١) بن قطيعة العبسيّ، وعمرو بن الأسلع، والحارث بن زهير، وقرواش بن هنيّ بن أسيّد بن جذيمة، وجنيدب.

  وكان حذيفة قد استرخى حزام فرسه، فنزل عنه فوضع رجله على حجر مخافة أن يقتصّ أثره، ثم شد الحزام فوقع صدر قدمه على الأرض فعرفوه، وعرفوا حنف فرسه - والحنف: أن تقبل إحدى اليدين على الأخرى، وفي الناس أن تقبل إحدى الرجلين على الأخرى، وأن يطأ / الرجل وحشيّهما⁣(⁣٢)، وجمع الأحنف حنف - فاتبعوه، ومضى حتى استغاث بجفر الهباءة وقد اشتد الحرّ، فرمى بنفسه، ومعه حمل بن بدر، وحنش بن عمرو، وورقاء بن بلال وأخوه - وهما⁣(⁣٣) من بني عديّ بن فزارة - وقد نزعوا سروجهم، وطرحوا سلاحهم، ووقعوا في الماء، وتمعّكت⁣(⁣٤) دوابّهم، وقد بعثوا ربيئة فجعل يطَّلع فينظر، فإذا لم ير شيئا رجع، فنظر نظرة فقال: إني قد رأيت شخصا كالنّعامة أو كالطائر فوق القتادة من قبل مجيئنا. فقال حذيفة: هنّا وهنّا، هذا شدّاد على جروة، وجروة:

  فرس شدّاد، والمعنى دع ذكر شداد عن يمينك وعن شمالك، واذكر غيره لما كان يخاف من شدّاد.

  فبينا هم يتكلَّمون إذا هم بشدّاد بن معاوية واقفا عليهم، فحال بينهم وبين الخيل، ثم جاء عمرو بن الأسلع، ثم جاء قرواش حتى تتامّوا خمسة، فحمل جنيدب على خيلهم فاطَّردها، وحمل عمرو بن الأسلع، فاقتحم هو وشدّاد عليهم في الجفر، فقال حذيفة: يا بني عبس! فأين العقول والأحلام! فضربه أخوه⁣(⁣٥) / حمل بن بدر بين كتفيه، وقال: اتّق مأثور القول⁣(⁣٦) بعد اليوم، فأرسلها مثلا.

  وقتل قرواش بن هنيّ حذيفة، وقتل الحارث بن زهير حمل بن بدر وأخذ منه ذا النون سيف مالك بن زهير، وكان حمل أخذه من مالك بن زهير يوم قتله، فقال الحارث بن زهير في ذلك⁣(⁣٧):

  /

  تركت على الهباءة غير فخر ... حذيفة حوله قصد العوالي⁣(⁣٨)

  سيخبر عنهم حنش بن عمرو ... إذا لا قاهم وابنا بلال

  ويخبرهم مكان النّون مني ... وما أعطيته عرق الخلال

  العرق: المكافأة، والخلال: المودة، يقول: لم يعطوني السّيف عن مكافأة ومودّة، ولكني قتلت وأخذت.

  فأجابه حنش بن عمرو أخو بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان⁣(⁣٩):

  سيخبرك الحديث به خبير ... يجاهرك العداوة غيرى آلي

  بداءتها لقرواش وعمرو ... وأنت تجول جوبك في الشمال


(١) في النقائض: «شداد بن معاوية بن ذهل بن مخزوم بن غالب».

(٢) الوحشي: الجانب الأيمن من كل شيء. والوحشي في الرجل: ظهرها، ضد الإنسي.

(٣) في المختار: «وهمام بن عدي»، والمثبت في النقائض أيضا.

(٤) تمعكت دوابهم: تمرغت في التراب.

(٥) أ: «فضربه حمل بن بدر».

(٦) وكذا في النقائض. وفي المختار: «الكلام».

(٧) النقائض ٩٦.

(٨) قصد: جمع قصدة. وهي القطعة مما يكسر. والعوالي: الرماح.

(٩) النقائض ٩٦.