كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب الربيع بن زياد

صفحة 134 - الجزء 17

  الجوب: التّرس، يقول: بداءة الأمر لقرواش وعمرو بن الأسلع، وهما اقتحما الجفر وقتلا من قتلا، وأنت ترسك في يدك يجول لم تغن شيئا. ويقال: لك البداءة ولفلان العودة.

  وقال قيس بن زهير⁣(⁣١):

  تعلم أنّ خير الناس ميت ... على جفر الهباءة ما يريم

  ولولا ظلمه ما زلت أبكي ... عليه الدهر ما طلع النجوم

  ولكنّ الفتى حمل بن بدر ... بغى، والبغي مرتعه وخيم

  أظنّ الحلم دلّ عليّ قومي ... وقد يستجهل الرجل الحليم

  فلا تغش المظالم لن تراه ... يمتّع بالغنى الرجل الظَّلوم

  / ولا تعجل بأمرك واستدمه ... فما صلَّى عصاك كمستديم⁣(⁣٢)

  ألاقي من رجال منكرات ... فأنكرها وما أنا بالغشوم

  ولا يعييك عرقوب بلأي ... إذا لم يعطك النّصف الخصيم⁣(⁣٣)

  ومارست الرجال ومارسوني ... فمعوجّ عليّ ومستقيم

  قوله: فما صلَّى عصاك كمستديم، يقول: عليك بالتأنّي والرفق، وإياك والعجلة؛ فإنّ العجول لا يبرم أمرا أبدا، كما أنّ الذي يثقف العود إذا لم يجد تصليته على النار لم يستقم له.

  وقال في ذلك شدّاد بن معاوية العبسيّ⁣(⁣٤):

  من يك سائلا عنّي فإنّي ... وجروة لا نرود ولا نعار⁣(⁣٥)

  مقرّبة النّساء⁣(⁣٦) ولا تراها ... أمام الحيّ يتبعها المهار

  لها في الصيف آصرة وجلّ ... وستّ من كرائمها غزار⁣(⁣٧)

  آصرة: حشيش، وست: أي ست أينق تسقى لبنها.

  ألا أبلغ بني العشراء عنّي ... علانية وما يغني السّرار

  قتلت سراتكم وحسلت منكم ... حسيلا مثل ما حسل الوبار⁣(⁣٨)


(١) النقائض ٩٦.

(٢) البيت في «اللسان» (صلا)، وروايته: «فما صلى عصاه كمستديم» وفي هذا البيت والذي بعده إقواء.

(٣) النصف، بالكسر: النصفة. وفي النقائض بعد هذا البيت شرح له هذا نصه: قوله: عرقوب، يقول: إذا لم ينصفك خصمك، فأدخل عليه عرقوبا يفسخ حجته.

(٤) النقائض ٩٧، ونسبت هذه الأبيات إلى عنترة في ديوانه ٦٥.

(٥) البيت في «اللسان» (جرا). وفيه وفي النقائض والمختار: «لا ترود ولا تعار».

(٦) في النقائض: «مقربة الشتاء» وفي أ: «مقربة السناء».

(٧) في النقائض والمختار: «بالصيف»، وفي «اللسان»: «كلَّا آصر: حابس لمن فيه، أو ينتهي إليه من كثرته». والبيت في «اللسان» (أصر)، وروايته: «لها بالصيف ... غزار».

(٨) البيت في «اللسان» (حسل)، وفيه: «قال ابن الأعرابي:» حسلت: أبقيت منكم بقية. والوبار: جمع وبر، دويبة على قدر السنور من دواب الصحراء.