كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر ليزيد بن معاوية

صفحة 136 - الجزء 17

١٥ - [خبر ليزيد بن معاوية]

  جيش معاوية يغزو الصائفة

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش، قال: حدثني السكريّ والمبرّد، عن دماذ أبي غسان - واسمه رفيع بن سلمة - عن أبي عبيدة:

  أن معاوية وجّه جيشا إلى بلد الروم ليغزو الصائفة، فأصابهم جدريّ فمات أكثر المسلمين، وكان ابنه يزيد مصطبحا بدير مرّان مع زوجته أم كلثوم، فبلغه خبرهم، فقال⁣(⁣١):

  إذا ارتفقت على الأنماط مصطبحا ... بدير مرّان عندي أمّ كلثوم

  فما أبالي بما لاقت جنودهم ... بالغذقذونة من حمّى ومن موم

  فبلغ شعره أباه، فقال: أجل، واللَّه ليلحقنّ بهم فليصيبنّه ما أصابهم.

  يزيد يضرب باب القسطنطينية

  فخرج حتى لحق بهم، وغزا حتى بلغ القسطنطينية، فنظر إلى قبّتين مبنيّتين عليهما ثياب الديباج، فإذا كانت الحملة للمسلمين ارتفع من إحداهما أصوات الدّفوف والطبول والمزامير، وإذا كانت الحملة للروم ارتفع من الأخرى، فسأل يزيد عنهما فقيل له: هذه بنت ملك الروم، وتلك بنت جبلة بن الأيهم، وكلّ واحدة منهما تظهر السرور بما تفعله عشيرتها، فقال: أما واللَّه لأسرّنّها، ثمّ صفّ العسكر، وحمل حتى هزم الرّوم، فأحجرهم في المدينة، وضرب باب القسطنطينية بعمود حديد كان في يده، فهشمه حتى انخرق، فضرب عليه لوح من ذهب، فهو عليه إلى اليوم.

  / نسخت من كتاب محمد بن موسى اليزيديّ: حدثني العباس بن ميمون طابع⁣(⁣٢)، قال: حدثني ابن عائشة، عن أبيه، وحدثني القحذميّ:

  أنّ ميسون بنت بحدل الكلبيّة كانت تزيّن يزيد بن معاوية، وترجّل جمّته، قال: فإذا نظر إليه معاوية قال:

  فإن مات لم تفلح مزينة بعده ... فنوطي عليه يا مزين التّمائما⁣(⁣٣)


(١) البيتان في البلدان (غذقذونة) وفي (دير مران). وفي ب، س: «بالفرقدونة»، تحريف. وأم كلثوم هي بنت عبد اللَّه بن عامر بن كريز.

(٢) في «بيروت»: «طائع».

(٣) نوطي: علقي.