خبر زينب بنت حدير وتزويج شريح إياها
١٧ - خبر زينب بنت حدير وتزويج شريح إياها
  شريح يصح الشعبي بأن يتزوج من نساء بني تميم
  أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف، قال: حدثنا أحمد بن زهير بن حرب(١)، قال: حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، وأبو محمد رجل ثقة، قال: حدثنا مجالد، عن الشعبيّ، قال:
  قال لي شريح: يا شعبيّ، عليكم بنساء بني تميم فإنهنّ النساء، قال: قلت: وكيف ذاك؟ قال: انصرفت من جنازة ذات يوم مظهرا(٢)، فمررت بدور بني تميم، فإذا امرأة جالسة في سقيفة على وسادة وتجاهها جارية رؤد - يعني التي قد بلغت - ولها ذؤابة على ظهرها جالسة على وسادة، فاستسقيت، فقالت لي: أيّ الشراب أعجب إليك: النبيذ، أم اللبن، أم الماء؟ قلت: أي ذلك يتيسّر عليكم، قالت: اسقوا الرجل لبنا؛ فإني إخاله غريبا.
  يرى زينب بنت حدير، فيخطبها ويتزوجها
  فلما شربت نظرت إلى الجارية فأعجبتني، فقلت: من هذه؟ قالت: ابنتي، قالت: وممّن؟ قالت: زينب بنت حدير، إحدى نساء بني تميم، ثم إحدى نساء بني حنظلة، ثم إحدى نساء بني طهيّة، قلت: أفارغة أم مشغولة؟
  قالت: بل فارغة، قلت: أتزوّجينيها؟ قالت: نعم إن كنت كفيّا، ولها عمّ فاقصده.
  فانصرفت فامتنعت من القائلة، فأرسلت إلى إخواني القرّاء الأشراف: مسروق بن الأجدع، والمسيّب بن نجبة، وسليمان بن صرد الخزاعيّ، وخالد / بن عرفطة العذريّ، وعروة بن المغيرة بن شعبة، وأبي بردة بن أبي موسى، فوافيت معهم صلاة العصر، فإذا عمّها جالس، فقال: أبا أمية، حاجتك؟ قلت: إليك، قال: وما هي؟
  قلت: ذكرت لي بنت أخيك زينب بنت حدير، قال: ما بها عنك رغبة، ولا بك عنها مقصر، وإنك لنهزة.
  فتكلمت فحمدت اللَّه جلّ ذكره، وصلَّيت على النبيّ ﷺ، وذكرت حاجتي، فردّ الرجل عليّ وزوّجني، وبارك القوم لي، ثم نهضنا.
  فما بلغت منزلي حتى ندمت، فقلت: تزوجت إلى أغلظ العرب وأجفاها فهممت بطلاقها، ثم قلت: أجمعها إليّ، فإن رأيت ما أحبّ وإلا طلَّقتها.
  فأقمت أياما، ثم أقبل نساؤها يهادينها، فلما أجلست في البيت أخذت بناصيتها فبركت، وأخلى لي البيت، فقلت: يا هذه، إنّ من السنة إذا دخلت المرأة على الرجل أن يصلَّي ركعتين وتصلَّي ركعتين، ويسألا اللَّه خير
(١) ب، س: «حرم»، تحريف.
(٢) مظهرا: سائرا أو داخلا في الظهيرة.