حلف الفضول
  / إلَّا قاموا معه على من ظلمه حتى يردّوا مظلمته. وشهد النبيّ ﷺ هذا الحلف قبل أن يبعث، فهذا حلف الفضول.
  قال: وحدثني إبراهيم بن حمزة عن جدّي عبد اللَّه بن مصعب، عن أبيه، قال: إنما سمّي حلف الفضول(١) لأنه كان في جرهم رجال يردّون المظالم يقال لهم: فضيل وفضّال وفضل ومفضل، قال: فلذلك سمّي حلف الفضول، تعاقدوا أن يردّوا المظالم.
  قال: فتحالفوا باللَّه الغالب لنأخذنّ للمظلوم من الظالم، وللمقهور من القاهر، ما بلّ بحر صوفة.
  قال: وقال أبي: قال رسول اللَّه ﷺ:
  «فشهدت حلفا في دار عبد اللَّه بن جدعان لم يزده الإسلام إلا شدة، / ولهو أحبّ إلى من حمر النّعم»، قال:
  وقال غيره: «لو دعيت إليه لأجبت».
  رواية أخرى في سبب تسميته
  قال: وحدثني محمد بن حسن، عن نوفل بن عمارة عن إسحاق بن الفضل قال: إنّما سمّت قريش هذا الحلف حلف الفضول؛ لأن نفرا من جرهم يقال لهم: الفضل وفضّال والفضيل، تحالفوا على مثل ما تحالفت عليه هذه القبائل.
  قال: وحدثني رجل عن محمد بن حسن، عن محمد بن فضالة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:
  أنها قالت: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «لقد شهدت في دار ابن جدعان حلف الفضول، أما لو دعيت إليه لأجبت، وما أحبّ أنّي نقضته، وأنّ لي حمر النّعم».
  قال الزّبير: وحدثني علي بن صالح عن جدّي عبد اللَّه بن مصعب، عن أبيه:
  أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «والذي نفسي بيده، لقد شهدت في الجاهلية حلفا - يعني حلف الفضول - أما لو دعيت إليه اليوم لأجبت، لهو أحبّ إليّ من حمر النعم، لا يزيده الإسلام إلا شدّة».
  قال: وحدثني أبو الحسن الأثرم، عن أبي عبيدة، قال: حدثني رجل عن محمد بن يزيد الليثيّ، قال: سمعت طلحة بن عبد اللَّه بن عوف الزّبيريّ، يقول:
  قال رسول اللَّه ﷺ: «لقد شهدت في دار عبد اللَّه بن جدعان حلفا ما أحبّ أنّ لي به حمر النعم، ولو أدعى إليه في الإسلام لأجبت».
  قال: وحدثني محمد بن حسن، عن نصر بن مزاحم، عن معروف بن خرّبوذ، قال:
  / تداعت بنو هاشم وبنو المطلب وأسد وتيم، فاحتلفوا على ألَّا يدعوا بمكة كلَّها ولا في الأحابيش مظلوما يدعوهم إلى نصرته إلَّا أنجدوه، حتى يردّوا إليه مظلمته، أو يبلوا في ذلك عذرا. وكره ذلك سائر المطيّبين(٢) والأحلاف من أمره(٣)، وسمّوه حلف الفضول، عيبا له، وقالوا: هذا من فضول القوم، فسمّوه حلف الفضول.
(١) في «اللسان» (فضل): وسمي حلف الفضول، لأنه قام به رجال من جرهم كلهم يسمى الفضل: الفضل بن الحارث، والفضل بن وداعة، والفضل بن فضالة؛ فقيل: حلف الفضول، جمعا لأسماء هؤلاء، كما يقال: سعد وسعود.
(٢) كذا في أ، ج، م، وفي ب، س: «المكيبين».
(٣) كذا في أ، وفي ب، س: «والأحلاف من أمرهم».