حلف الفضول
  قال: وحدثني أبو الحسن الأثرم عليّ بن المغيرة، عن أبي عبيدة، قال: حدثني رجل عن يزيد بن عبد اللَّه بن أسامة الليثيّ:
  أنّ محمد بن إبراهيم التيميّ حدّثه مثل حديث محمد بن حسن الذي قبل هذا.
  الحسين بن علي ينازع معاوية في أرض له
  قال: وحدثني إبراهيم بن حمزة، عن جدّي عبد اللَّه بن مصعب، عن أبيه أنّ الحسين بن عليّ @ كان بينه وبين معاوية كلام في أرض له، فقال له الحسين #: اختر خصلة من ثلاث خصال: إما أن تشتري مني حقي، وإما أن تردّه عليّ، أو تجعل بيني وبينك ابن الزبير وابن عمر، والرابعة الصّيلم، قال: وما الصّيلم؟
  قال: أن أهتف بحلف الفضول، قال: فلا حاجة لنا بالصّيلم.
  قال: فخرج وهو مغضب، فمرّ بعبد اللَّه بن الزّبير فأخبره، فقال: واللَّه لئن لم ينصفني لأهتفنّ بحلف الفضول، فقال عبد اللَّه بن الزبير: واللَّه لئن هتفت به وأنا مضطجع لأقعدنّ أو قاعد لأقومنّ، ولئن هتفت به وأنا ماش لأسعينّ، ثم لينفدنّ روحي(١) مع روحك، أو لينصفنّك.
  قال: فخرج عبد اللَّه بن الزّبير فدخل على معاوية فباعه منه، وخرج عبد اللَّه فجاء إلى الحسين #، فقال: أرسل فانتقد مالك، فقد بعته لك.
  قال: وحدثني عليّ بن صالح، عن جدّي عبد اللَّه بن مصعب، عن أبيه، قال:
  خرج الحسين # من عند معاوية، فلقي عبد اللَّه بن الزبير، والحسين مغضب، فذكر الحسين أن معاوية ظلمه في حقّ له، فقال الحسين: أخيّره في ثلاث خصال، والرابعة الصّيلم: أن يجعلك أو ابن عمر بيني وبينه، أو يقرّ بحقي، ثم يسألني فأهبه له، أو يشتريه منّي، فإن لم يفعل فوالذي نفسي بيده لأهتفنّ بحلف الفضول.
  قال ابن الزبير: والذي نفسي بيده لئن هتفت به وأنا قاعد لأقومنّ أو قائم / لأمشينّ، أو ماش لأشتدنّ، حتى تفنى روحي مع روحك أو ينصفك.
  / قال: ثم ذهب ابن الزبير إلى معاوية، فقال: لقيني الحسين فخيّرك في ثلاث خصال، والرابعة الصّيلم. قال معاوية: لا حاجة لنا بالصّيلم؛ إنك لقيته مغضبا، فهات الثلاث، قال: تجعلني أو ابن عمر بينك وبينه، قال: فقد جعلتك بيني وبينه أو ابن عمر أو جعلتكما، قال: أو تقرّ له بحقّه وتسأله إياه، قال: أنا أقرّ له بحقّه وأسأله إياه، قال: أو تشتريه منه، قال: وأنا أشتريه منه، قال: فلما انتهى إلى الرابعة قال لمعاوية كما قال للحسين #:
  إن دعاني إلى حلف الفضول لأجبته، فقال معاوية: لا حاجة لنا بهذا.
  رجل من ثمالة يشكو أبيّ بن خلف إلى حلف الفضول
  قال: وبلغني أنّ عبد الرحمن بن أبي بكرة والمسور بن مخرمة قالا للحسين بن عليّ @ مثل ما قال ابن الزبير، فبلغ ذلك معاوية وعنده جبير بن مطعم، فقال له معاوية: يا أبا محمد، أكنّا في حلف الفضول؟ قال:
  لا، قال: فكيف كان؟ قال: قدم رجل من ثمالة فباع سلعة له من أبيّ بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح،
(١) في المختار: «ثم لآتينك حتى تفنى روحي مع روحك أو ينصفك»، وستأتي هذه الرواية.