كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

حلف الفضول

صفحة 192 - الجزء 17

  نسبة ما في هذا الخبر من الغناء

  صوت

  يا للرّجال لمظلوم بضاعته ... ببطن مكَّة نائي الدار والنفر

  إنّ الحرام لمن تمّت حرامته ... ولا حرام لثوبي لابس الغدر

  غنّاه ابن عائشة، ثقيل أول بالبنصر، عن حبش.

  يزيد بن معاوية أول من سن الملاهي في الإسلام

  أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعيّ، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدثنا المدائنيّ، عن ابن أبي سبرة، عن لقيط بن نصر المحاربيّ، قال:

  كان يزيد بن معاوية أول من سنّ الملاهي في الإسلام من الخلفاء، وآوى المغنّين، وأظهر الفتك وشرب الخمر، وكان ينادم عليها سرجون / النّصرانيّ مولاه والأخطل، وكان يأتيه / من المغنّين سائب خاثر فيقيم عنده، فيخلع عليه ويصله، فغنّاه يوما:

  يا للرّجال لمظلوم بضاعته ... ببطن مكة نائي الأهل والنّفر

  فاعترته أريحيّة، فرقص حتى سقط، ثم قال: اخلعوا عليه خلعا يغيب فيها حتى لا يرى منه شيء، فطرحت عليه الثياب والجباب والمطارف والخزّ حتى غاب فيها.

  صوت

  اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... في رأس غمدان دارا منك محلالا

  تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا

  عروضه + + من البسيط.

  المرتفق: المتّكئ على مرفقه. وغمدان: اسم قصر كان لسيف بن ذي يزن باليمن. والمحلال. الدار التي يحلّ فيها، أي يقيم فيها. وشيبا: معناه خلطا. والشوب: الخلط، يقال: شاب كذا بكذا إذا خلطهما.

  الشعر لأميّة بن أبي الصلت الثقفيّ⁣(⁣١)، وقيل: بل هو للنابغة الجعديّ، وهذا خطأ من قائله؛ وإنما أدخل النابغة البيت الثاني من هذه الأبيات قي قصيدة له على جهة التضمين. والغناء لسائب خاثر خفيف رمل بالوسطى، من رواية حماد عن أبيه، وفيه لطويس لحن من كتاب يونس الكاتب غير مجنّس⁣(⁣٢).


(١) البيتان من قصيدة في ديوانه ٥٤ في مدح سيف بن ذي يزن؛ قال في الديوان: وأكثر الرواة يرويها لأبيه، وبعضهم لجده زمعة.

(٢) بعده في نسخة أ، م: «تم الجزء الخامس عشر من كتاب» الأغاني الكبير «لأبي الفرج الأصفهاني، يتلوه بمشيئة اللَّه وعونه في الجزء السادس عشر نسب أمية بن أبي الصلت وخبره في قول هذا الشعر».