نسب أمية بن أبي الصلت
  ٢٦ - نسب أمية بن أبي الصلت وخبره في قوله هذا الشعر
  نسبه
  أبو الصّلت عبد اللَّه بن أبي ربيعة بن عمرو(١) بن عقدة بن عنزة(٢) بن عوف بن قسيّ(٣)، وهو ثقيف. شاعر من شعراء الجاهلية قديم. وهذا الشعر يقوله في سيف بن ذي يزن لما ظفر بالحبشة يهنّيه بذلك ويمدحه.
  سيف بن ذي يزن يستنجد كسرى
  وكان السبب في قدوم الحبشة اليمن وغلبتهم عليها وخروج سيف بن ذي يزن إلى كسرى يستنجد عليهم أنّ ملكا من ملوك اليمن يقال له: ذو نواس غزا أهل نجران، وكانوا نصارى، فحصرهم؛ ثم إنه ظفر بهم فخدّد لهم الأخاديد، وعرضهم على اليهودية فامتنعوا من ذلك، فحرّقهم بالنار، وحرق الإنجيل، وهدم بيعتهم، ثم انصرف إلى اليمن، وأفلت منه رجل يقال له دوس ذو ثعلبان على فرس، فركضه حتى أعجزهم في الرّمل.
  دوس ذو ثعلبان يستنجد قيصر
  ومضى دوس إلى قيصر ملك الرّوم يستغيثه ويخبره بما صنع(٤) ذو نواس بنجران، ومن قتل من النصارى، وأنه خرب كنائسهم، وبقر النساء، وهدم الكنائس، فما فيها ناقوس يضرب به. فقال له قيصر: بعدت بلادي عن بلادكم، ولكن أبعث إلى قوم من أهل ديني، أهل مملكته قريب منكم فينصرونكم. قال دوس ذو ثعلبان؛ فذاك إذا، قال قيصر: إن هذا الذي أصنعه(٥) بكم أذلّ للعرب أن / يطأها سودان ليس ألوانهم على ألوانهم، ولا ألسنتهم على ألسنتهم، فقال الملك: أنظر لأهل دينه إنما هم خوله.
  قيصر يكتب إلى ملك الحبشة بنصرة دوس
  فكتب إلى ملك الحبشة أن انصر هذا الرجل الذي جاء يستنصرني، واغضب للنصرانية، فأوطئ بلادهم الحبشة.
  أرياط يخرج في جيش كبير إلى اليمن
  فخرج دوس ذو ثعلبان بكتاب قيصر إلى ملك الحبشة، فلما قرأ كتابه أمر أرياط - وكان عظيما من
(١) مختار الأغاني والإصابة (القسم الرابع، حرف الهمزة): «بن عوف».
(٢) في الإصابة: غيرة، وفي ج، م: «غمرة».
(٣) كذا في ب، جو الشعراء، وفي أ، م: «قيس».
(٤) أ: «ويخبره ما صنع».
(٥) أ: «صنعت».