كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر عبد الرحمن بن أبي بكر

صفحة 230 - الجزء 17

  جاورت أخوالها حيّ عكّ ... فلعكّ⁣(⁣١) من فؤادي نصيب

  / وقد ذكرنا باقي الأبيات فيما تقدم.

  قال الزّبير في خبره:

  وكان قدم في تجارة، فرآها هناك على طنفسة حولها ولائد، فأعجبته.

  وقال أبو زيد في خبره: فقال له عمر: ما لك ولها يا عبد الرحمن! فقال: واللَّه ما رأيتها قطَّ إلا ليلة في بيت المقدس في جوار ونساء يتهادين، فإذا عثرت إحداهنّ قالت: يابنة الجوديّ، فإذا حلفت إحداهنّ حلفت بابنة الجوديّ.

  عمر يأمر بأن تكون ليلى لعبد الرحمن إذا فتحت دمشق

  فكتب عمر إلى صاحب الثّغر الذي هي به: إذا فتح اللَّه عليكم دمشق فقد غنّمت عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجوديّ. فلما فتح اللَّه عليهم غنّموه إيّاها.

  قالت عائشة: فكنت أكلَّمه فيما يصنع بها، فيقول: يا أخيّه، دعيني، فو اللَّه لكأني أرشف⁣(⁣٢) من ثناياها حبّ الرمان. ثم ملَّها⁣(⁣٣) وهانت عليه، فكنت أكلَّمه فيما يسيء إليها كما كنت أكلَّمه في الإحسان إليها، فكان إحسانه أن ردّها إلى أهلها.

  يردها إلى أهلها

  قال الشيخ في خبره:

  فقالت له عائشة: يا عبد الرحمن لقد أحببت ليلى فأفرطت، وأبغضت ليلى فأفرطت، فإما أن تنصفها، وإما أن تجهّزها إلى أهلها؛ فجهّزها إلى أهلها.

  ليلى بنت ملك دمشق

  قال الزّبير: وحدثني عبد اللَّه بن نافع الصائغ: عن هشام بن عروة، عن أبيه:

  أن عمر بن الخطاب نفّل عبد الرحمن بن أبي بكر بنت الجوديّ، حين فتح دمشق، وكانت بنت ملك دمشق.

  روايتان أخريان في أمر عبد الرحمن مع ليلى

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدثنا الصّلت بن مسعود، قال:

  حدثنا محمد⁣(⁣٤) بن شيرويه، عن سليمان بن صالح، قال: قرأت على عبد اللَّه بن المبارك، عن مصعب بن ثابت، عن عبد اللَّه بن الزّبير، عن عائشة بنت مصعب، عن عروة بن الزّبير، قال: كانت ليلى بنت الجوديّ بنت ملك من ملوك الشام، فشبّب بها عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان قد رآها فيما تقدم بالشام، فلما فتح اللَّه ø على


(١) ب، والمختار: أخوالها حي عكل فلعكل ...

(٢) ف: «أترشف».

(٣) كذا في ب، وفي أ، ف، ج: «بذل لها».

(٤) كذا في أ، ب، وفي ج، ف: «أحمد».