كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حاتم ونسبه

صفحة 243 - الجزء 17

  بيفاع⁣(⁣١) وذاك منها محلّ ... فوق ملك يدين بالأحساب

  أيها الموعدي⁣(⁣٢) فإنّ لبوني ... بين حقل وبين هضب دباب⁣(⁣٣)

  حيث لا أرهب الجرأة⁣(⁣٤) وحولي ... ثعليّون⁣(⁣٥) كاللَّيوث الغضاب

  وقال حاتم أيضا⁣(⁣٦):

  لم تنسني إطلال ماويّة يأسي ... ولا الزمن الماضي الذي مثله ينسي

  إذا غربت شمس النهار وردتها ... كما يرد الظمآن آتية الخمس

  حاتم وماوية بنت عفزر

  قال: وكنا عند معاوية⁣(⁣٧)، فتذاكرنا ملوك العرب، حتى ذكرنا الزّباء⁣(⁣٨) وابنة عفزر، فقال معاوية: إني لأحب أن أسمع حديث ماوية وحاتم، وماوية بنت عفزر، فقال رجل من القوم: أفلا أحدثك يا أمير المؤمنين؟ فقال: بلى، فقال: إنّ ماوية بنت عفزر كانت ملكة، وكانت تتزوج من أرادت، وإنها بعثت غلمانا لها وأمرتهم أن يأتوها بأوسم من يجدونه بالحيرة، فجاؤها بحاتم، فقالت له: استقدم إلى الفراش، فقال: حتى أخبرك، وقعد على الباب، وقال: إني أنتظر صاحبين لي، فقالت: دونك أستدخل المجمر. فقال: استي⁣(⁣٩) لم تعوّد المجمر، فأرسلها مثلا.

  فارتابت منه، وسقته خمرا ليسكر، فجعل يهريقه بالباب فلا تراه تحت الليل، ثم قال: ما أنا بذائق قرى ولا قارّ حتى أنظر ما فعل صاحباي. فقالت: إنّا سنرسل إليهما بقرّي، فقال حاتم: ليس بنافعي شيئا أو آتيهما. قال: فأتاهما، فقال: أفتكونان عبدين لابنة عفزر، ترعيان غنمها أحبّ إليكما أم تقتلكما⁣(⁣١٠)؟ فقالا: كلّ شيء يشبه بعضه بعضا، وبعض الشّرّ أهون من بعض، فقال حاتم: الرحيل والنجاة. وقال يذكر ابنة عفزر، وأنه ليس بصاحب ريبة⁣(⁣١١):

  حننت إلى الأجبال أجبال طيئ ... وحنّت قلوصي⁣(⁣١٢) أن رأت سوط أحمرا

  فقلت لها: إنّ الطريق أمامنا ... وإنا لمحيو⁣(⁣١٣) ربعنا إن تيسّرا

  / فيا راكبي عليا جديلة إنما ... تسامان ضيما مستبينا فتنظرا⁣(⁣١٤)


(١) أ، ج: «ببقاع»، وفي ب: «لبقاع» والمثبت من ف والديوان.

(٢) ب، س: «إنها موعدي» والمثبت من أ، ف والديوان.

(٣) كذا في ف، وهو جبل لبني ثعل، وفي أ، ب، ج: «ضياب».

(٤) كذا في أ، ف، والديوان. وفي ج: «الخرارة حولي»؛ وفي ب: «الجراءة حولي».

(٥) أ، ف: «ثعلبيون»، والمثبت في الديوان أيضا.

(٦) ديوانه ١٦.

(٧) ديوانه ٣٣.

(٨) في الديوان: «الزباء ابنة عفزر».

(٩) ج، ف والديوان: «است».

(١٠) ف: أو لتقتلنكما.

(١١) ديوانه ٣٤، وفيه: «وابنة عفزر، كانت بالحيرة، وكان النعمان من يأتيه يريد كرامته أنزله عليها فقال:».

(١٢) في الديوان: «حنت ... وجنت جنونا».

(١٣) في الديوان: ... وإنا محيو ربعنا».

(١٤) في الديوان: «فيا أخوينا من جديلة ...»، وفي ف: «ضيما مستعينا فبكَّرا».