أخبار حاتم ونسبه
  وهبّت الريح من تلقاء ذي أرل(١) ... تزجي مع الليل من صرّادها(٢) الصّرما
  إنّي أتمم أيساري(٣) وأمنحهم ... مثنى الأيادي وأكسو الجفنة الأدما
  فلما أنشدها قالت: ما ينفكّ الناس بخير ما ائتدموا.
  ثم قالت: يا أخا طيّئ أنشدني، فأنشدها(٤):
  أماويّ قد طال التّجنّب والهجر ... وقد عذرتني في طلابكم العذر
  أماويّ إنّ المال غاد ورائح ... ويبقى من المال الأحاديث والذّكر
  / أماويّ إني لا أقول لسائل ... إذا جاء يوما: حلّ في مالنا النّذر(٥)
  أماويّ إمّا مانع فمبيّن ... وإما عطاء لا ينهنهه الزّجر
  أماويّ ما يغني الثّراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما(٦) وضاق بها الصّدر
  إذا أنا دلَّاني الذين أحبّهم ... بملحودة زلج جوانبها(٧) غبر
  وراحوا سراعا ينفضون أكفّهم ... يقولون: قد دمّى(٨) أنا ملنا الحفر
  أماويّ إن يصبح صداي بقفرة ... من الأرض لا ماء لديّ(٩) ولا خمر
  تري أنّ ما أنفقت(١٠) لم يك ضرّني ... وأنّ يدي مما بخلت به صفر
  أماويّ إنّي ربّ واحد أمّه ... أخذت(١١) فلا قتل عليه ولا أسر
  وقد علم الأقوام لو أنّ حاتما ... أراد ثراء المال كان له وفر
  فإني لا آلو بمالي صنيعة ... فأوّله زاد وآخره ذخر
  يفكّ به العاني ويؤكل طيّبا ... وما إن تعرّته القداح ولا الخمر(١٢)
  / ولا أظلم(١٣) ابن العمّ إن كان إخوتي ... شهودا وقد أودى بإخوّته(١٤) الدّهر
(١) أ، ب، ج، س: «أزل»، والمثبت من الديوان والبلدان، قال ياقوت: وأول: جبل بأرض غطفان بينها وبين عذرة، وأنشد للنابغة الذبياني ... وذكرت البيت. وفي ف: «أرك» بالكاف.
(٢) ف: «من صرادها»، والمثبت في الديوان أيضا. والصراد: الغيم الرقيق لا ماء فيه. الصرم: جمع صرمة، وهي قطع السحاب، وفي المختار وف: «تزجى مع الصبح».
(٣) في الديوان: «إني أسامح». الأيسار: جمع يسر، وهم لمتقامرون.
(٤) ديوانه ١٩.
(٥) في الديوان: «النزار»، يريد أنه أصبح قليلا. وفي ف: «نذر».
(٦) في الديوان: «إذا حشرجت نفس».
(٧) في س، أ، ب، ج: «زلخ». وزلج جوانبها: الزلج، محركة: الزلق، ويسكن. والزلج: المزلة تزل فيها الأقدام لندوته أو ملاسته.
(٨) في الديوان: «وراحوا عجالا». وفيه: «قد أدمى».
(٩) في الديوان: ... لا ماء هناك ولا خمر».
(١٠) في الديوان: «أن ما أهلكت».
(١١) ف والديوان: «أجرت فلا قتل».
(١٢) ف: ... ولا القمر»، وفي الديوان: «وما إن تعريه».
(١٣) في المختار: «ولا ألطم».
(١٤) في المختار: «بإخوانه».