كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر ذي الرمة وخبره

صفحة 261 - الجزء 18

  نعى الركب أوفى حين آبت ركابهم ... لعمري لقد جاؤوا بشرّ فأوجعوا⁣(⁣١)

  نعوا باسق الأخلاق لا يخلفونه ... تكاد الجبال الصّمّ منه تصدّع

  / خوى المسجد المعمور بعد ابن دلهم ... فأضحى بأوفى قومه قد تضعضعوا

  تعزّيت عن أوفى بغيلان بعده ... عزاء وجفن العين ملآن مترع

  ولم تنسني أوفى المصيبات⁣(⁣٢) بعده ... ولكن نكاء القرح بالقرح⁣(⁣٣) أوجع

  وأخوه الآخر هشام، وهو ربّاه⁣(⁣٤)، وكان شاعرا. ولذي الرمّة يقول:

  أغيلان إن ترجع قوى الودّ بيننا ... فكلّ الذي ولَّى من العيش⁣(⁣٥) راجع

  فكن مثل أقصى الناس عندي فإنني ... بطول التّنائي من أخي السوء قانع

  يقول شعرا لأخيه هشام فيجيبه

  وقال ذو الرمة لهشام أخيه⁣(⁣٦):

  أغرّ هشاما من أخيه ابن أمّه ... قوادم ضأن أقبلت وربيع⁣(⁣٧)

  وهل تخلف الضأن الغزار أخا النّدى⁣(⁣٨) ... إذا حلّ أمر في الصّدور فظيع

  / فأجابه هشام فقال:

  إذا بان مالي من سوامك لم يكن ... إليك وربّ العالمين رجوع

  فأنت الفتى ما اهتزّ في الزّهر النّدى⁣(⁣٩) ... وأنت إذا اشتدّ الزمان منوع⁣(⁣١٠)

  ذو الرمة وأخوه مسعود يقولان شعرا في ظبية سنحت لهما

  وذكر المهلَّبيّ⁣(⁣١١) عن أبي كريمة النجويّ، قال:

  / خرج ذو الرمّة يسير مع أخيه مسعود بأرض الدّهناء، فسنحت لهما ظبية، فقال ذو الرمة⁣(⁣١٢):

  أقول لدهناوية عوهج جرت ... لنا بين أعلى برقة بالصّرائم⁣(⁣١٣)


(١) أ: «فأوجفوا»، تصحيف.

(٢) أ: «أوفى المصائب».

(٣) القرح: الجرح.

(٤) ف: «رثاه».

(٥) ف: «من الدهر».

(٦) «ديوانه» ٣٥٤.

(٧) في «الديوان»: «قوادم ضأن يسرت وربيع».

(٨) «الديوان»: «ولا تخلف ... أخا الفتى».

(٩) ف: «ما اهتز في الدهر للندى».

(١٠) ف: «هلوع».

(١١) ف: «الهشامي».

(١٢) «ديوانه» ٦٢١.

(١٣) «الديوان»: «لنا بين أعلى عرفة بالصرائم».

ودهناوية: ظبية من ظباء الدهناء. والصرائم: الرمال. وعوهج: طويلة. وبرقة: موضع.