خبر الحطيئة ونسبه
  دعاني الأثبجان(١) ابنا بغيض ... وأهلي بالعلاة(٢) فمنّياني
  وقالوا سر بأهلك فأتينّا ... إلى حبّ وأنعام سمان
  فسرت إليهم عشرين شهرا ... وأربعة فذلك حجّتان
  فلما أن أتيت ابني بغيض ... وأسلمني بدائي(٣) الداعيان
  يبيت الذئب والعثواء(٤) ضيفا(٥) ... لنا بالليل بئس الضائفان
  أمارس منهما(٦) ليلا طويلا ... أهجهج(٧) عن بنيّ ويعروان
  تقول حليلتي لما اشتكينا ... سيدركنا بنو القرم الهجان(٨)
  سيدركنا بنو القمر بن بدر ... سراج الليل للشمس الحصان
  فقلت ادعي وأدعو إن أندى(٩) ... لصوت أن ينادي داعيان
  / فمن يك سائلا عنّي فإنّي ... أنا النّمريّ جار الزّبرقان
  طريد عشيرة وطريد حرب ... بما اجترمت يدي وجنى لساني
  كأنّي إذ نزلت به طريدا ... نزلت على الممنّع من أبان(١٠)
  أتيت الزّبرقان فلم يضعني ... وضيّعني بتريم(١١) من دعاني
  مكث في بني قريع إلى أن أخصبوا وأجازوه فرحل عنهم ومدحهم
  أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن أبي عبيدة قال:
(١) كذا في م، أ، و «مختارات أشعار العرب» لابن الشجريّ. والأثجبان: مثنى أثبج وهو الأحدب ويقال على الناتيء الصدر وعلى العظيم الجوف وعلى الناتيء الثبج وهو ما بين الكتفين والكاهل. وذكر صاحب «اللسان» في مادة ثبج أن بيت النمريّ هذا فسّر بهذه المعاني كلها. وفي أغلب النسخ «الانتجان» وهو تصحيف.
(٢) كذا في جميع الأصول. والعلاة: جبل في ديار النمر بن قاسط. وفي «اللسان» مادة ثبج: «بالعراق». وفي «مختارات ابن الشجريّ:» «بالفلاة».
(٣) في «مختارات ابن الشجريّ»: «لدائي».
(٤) العثواء: الضبع.
(٥) الضيف: يكون للواحد والجمع كعدل وخصم. وفي التنزيل العزيز {هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ}.
(٦) هكذا في «مختارات ابن الشجريّ» وهو الصواب. وفي الأصول: «منهم».
(٧) يقال: هجهج السبع وهجهج به إذا صاح به وزجره ليكف.
(٨) الهجان: الرجل الحسيب.
(٩) كذا في جميع الأصول وهي رواية في البيت. وأدعو منصوب بعد واو المعية المسبوقة بالأمر، وتسمى واو الصرف كما ذكره أبو عبيد البكريّ في «التنبيه» على أوهام أبي عليّ. وفي كتاب «الأمالي» لأبي عليّ و «مختارت ابن الشجريّ»:
فقلت ادعى وأدع فإن أندى
وجزم «وأدع» على توهم اللام، كأنه قال ولأدع.
(١٠) أبان: جبل. والممنع: العالي الذي يمتنع من أن يبلغه أحد.
(١١) تريم بكسر أوّله وفتح الياء: اسم واد بين المضايق ووادي ينبع.