أخبار ابن مناذر ونسبه
  نفسان ونصف، فمن أدعو / منهم؟ فقلت: ليس إلا إخوتهم بنو رياح، فقلت أبياتات حرّضتهم فيها، وحضضت بنو رياح، فقلت:
  أين الرّياحيّون لم أر مثلهم ... في النّائبات وأين رهط وكيع!
  قال: فجاء خمسون شيخا من بني رياح فطردوهم عنّي.
  أخبرني عليّ بن سليمان قال: حدّثني محمد بن يزيد، قال: حدثني الجاحظ، عن مسعود بن بشر، عن أبي عبيدة، قال:
  ما زادت بنو صبير بن يربوع قط على سبعة نفر، كلَّما ولد منهم مولود مات منهم ميّت.
  كان من أهل عدن
  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار، قال: حدثني يعقوب بن نعيم، قال: حدثني إسحاق بن محمد النّخعيّ، قال: حدّثني أبو عثمان المازنيّ، قال:
  كان ابن مناذر من أهل عدن، وإنّما صار إلى البصرة في طلب الأدب لتوافر العلماء فيها، فأقام فيها مدّة، ثم شغل بعبد المجيد بن عبد الوهاب الثّقفيّ، فتطاول أمره إلى أن خرج عنها، وكان مقيما بمكَّة، فلما مات عبد المجيد نسك. وقوم يقولون: إنه كان دهريّا.
  كره الناس إمامته في المسجد بعد تهتكه فهجوه ورد عليهم
  وذكر أبو دعامة، عن عطاء الملط(١) قال:
  كان / ابن مناذر يؤمّ النّاس في المسجد الذي في قبيلته، فلما أظهر ما أظهره من الخلاعة والمجون كرهوا أن يصلَّي بهم وأن يأتمّوا به(٢) فقالوا شعرا وذكروا ذلك فيه وهجوه، وألقوا الرقعة في المحراب، فلما قضى صلاته قرأها، ثم قلبها وكتب فيها يقول:
  نبّئت قافية قيلت تناشدها ... قوم سأترك في أعراضهم ندبا
  ناك الذين رووها أمّ قائلها ... وناك قائلها أمّ الذي كتبا
  ثم رمى بها إليهم ولم يعد إلى الصلاة بهم.
  أول لقاء له بأبي نواس
  أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ، قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزيّ، قال:
  حدثنا أبو الفضل بن عبدان بن أبي حرب الصّفّار، قال: حدّثني الفضل بن موسى مولى بني هاشم، قال:
  دخل ابن مناذر المسجد الجامع بالبصرة، فوقعت عينه على غلام مستند إلى سارية فخرج والتمس غلاما ورقعة ودواة، فكتب أبياتا مدحه بها، وسأل الغلام الذي التمسه أن يوصّل الرّقعة إلى الفتى المستند إلى السارية، فذهب بها إلى الغلام، فلما قرأها قلبها وكتب على ظهرها يقول:
(١) ب، س: عطاء الملك.
(٢) ف: يأثموا به.