كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب أشجع وأخباره

صفحة 412 - الجزء 18

  وخفيفة الأحشاء غير خفيفة ... مجدولة جدل العنان الأجرد

  / غضبت على أعطافها أردافها ... فالحرب بين إزارها والمجسد⁣(⁣١)

  خالفت فيه عاذلا لي ناصحا ... فرشدت حين عصيت قول المرشد

  أأقيم محتملا لضيم حوادث ... مع همّة موصولة بالفرقد

  وأرى مخايل ليس يخلف نوؤها ... للفضل إن رعدت وإن لم ترعد

  للفضل أموال أطاف بها النّدى ... حتى جهدن وجوده لم يجهد

  يا بن الرّبيع حسرت شكري بالتي ... أوليتني في عود أمرك والبدي⁣(⁣٢)

  أوصلتني ورفدتني وكلاهما ... شرف فقأت به عيون الحسّد

  ووصفتني عند الخليفة غائبا ... وأذنت لي فشهدت أفخر مشهد⁣(⁣٣)

  وكفيتني⁣(⁣٤) منن الرّجال بنائل ... أغنى يدي عن أن تمدّ إلى يد

  يسأل جعفر بن يحيى ابتياع غلام جميل فيجيبه

  أخبرني محمد بن عمران الصيرفيّ، قال: حدّثنا العنزيّ، قال: حدثني صخر بن أحمد السلميّ، / عن أبيه، قال:

  كنت أنا وأشجع بالرّقّة جلوسا، فمرّ بنا غلام أمرد روميّ جميل الوجه، فكلَّمه أشجع وسأله هل يبيعه مالكه؟

  فقال: نعم، فقال أشجع يمدح جعفر بن يحيى، وسأله ابتياعه له فقال:

  ومضطرب الوشاح لمقلتيه ... علائق ما لوصلتها انقطاع

  تعرّض لي بنظرة ذي دلال ... يريع⁣(⁣٥) بمقلتيه ولا يراع

  لحاظ ليس تحجب عن قلوب ... وأمر في الذي يهوى مطاع

  ووسعي ضيّق عنه ومالي ... وضيق الأمر يتبعه اتّساع

  وتعويلي على مال ابن يحيى ... إليه حنّ شوقي والنّزاع

  وثقت بجعفر في كلّ خطب ... فلا هلك يخاف ولا ضياع

  / فأمر له بخمسة آلاف درهم، وقال: اشتره بها فإن لم تكفك فازدد.

  يذكر جاريته ريم في قصيدة رثى بها الرشيد

  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا أحمد بن الحارث، قال:

  كانت لأشجع جارية يقال لها: ريم، وكان يجد بها وجدا شديدا، فكانت تحلف له إن بقيت بعده لم تعرّض لغيره، وكان يذكرها في شعره، فمن ذلك قوله في قصيدته التي يرثي بها الرشيد:


(١) المجسد: ثوب يلي الجسد.

(٢) في «المختار»:

... شكري بالذي ..... في عود أمري ... «

(٣) ساقط من ف.

(٤) في ب، س: «وكففتني».

(٥) ف، بيروت: «يروع».