نسب أشجع وأخباره
  وليس لأحزان النّساء تطاول ... ولكنّ أحزان الرّجال تطول
  فلا تبخلي بالدّمع عنّي؛ فإنّ من ... يضنّ بدمع عن هوى لبخيل
  فلا كنت ممن يتبع الرّيح طرفه ... دبورا إذا هبّت له وقبول(١)
  إذا دار فيء أتبع الفيء طرفه ... يميل مع الأيّام حيث تميل
  قال: وقال فيهما أيضا:
  إذا غمّضت فوقي جفون حفيرة ... من الأرض فابكيني بما كنت أصنع
  تعزّك عنّي عند ذلك سلوة ... وأن ليس فيمن وارت الأرض مطمع
  إذا لم تري شخصي وتغنك ثروتي ... ولم تسمعي منّي ولا منك أسمع
  فحينئذ تسلين عنّي وإن يكن ... بكاء فأقصى ما تبكَّين أربع
  قليل وربّ البيت يا ريم ما أرى ... فتاة بمن ولَّى به الموت تقنع
  بمن تدفعين الحادثات إذا رمى ... عليك بها عام من الجدب يطلع
  فحينئذ تدرين من قد رزيته ... إذا جعلت أركان بيتك تنزع
  أحمد أخوه يجيبه بشعر ينسبه إلى جاريته ريم
  قال: فشكته ريم إلى أخيه أحمد بن عمرو، فأجابه عنها بشعر نسبه إليها، ومدح فيه الفضل أيضا فاختير شعره على شعر أخيه وهو:
  /
  ذكرت فراقا والفراق(٢) يصدّع ... وأيّ حياة بعد موتك تنفع!
  إذا الزّمن الغرّار(٣) فرّق بيننا ... فما لي في طيب من العيش مطمع
  ولا كان يوم يا بن عمرو وليلة ... يبدّد فيها شملنا ويصدّع
  ولا كان يوم فيه تثوي(٤) رهينة ... فتروى بجسمي الحادثات وتشبع
  / وألطم وجها كنت فيك أصونه ... وأخشع مما لم أكن منه أخشع
  ولو أنني غيّبت في اللَّحد لم تبل ... ولم تزل الراؤون لي تتوجّع(٥)
  وهل رجل أبصرته متوجّعا ... على امرأة أو عينه الدّهر تدمع!
  ولكن إذا ولَّت يقول لها: اذهبي ... فمثلك أخرى سوف أهوى وأتبع
  ولو أبصرت عيناك ما بي لأبصرت ... صبابة قلب(٦) غيمها ليس يقشع
  إلى الفضل فارحل بالمديح فإنه ... منيع الحمى معروفه ليس يمنع
  وزره تزر حلما وعلما وسؤددا ... وبأسا به أنف الحوادث يجدع
(١) الدبور: ريح تهب من المغرب، وتقابل القبول، وهي ريح الصبا.
(٢) ف: «والتفرق».
(٣) ف: «الغدار».
(٤) ف: «أثوي»، تحريف.
(٥) ف: «في الترب» بدل «في اللحد»، وفي ما: «في البحر».
(٦) ف: «صبابة حزن».