نسب أشجع وأخباره
  نقض الذي أعطاكه(١) نقفور ... فعليه دائرة البوار تدور
  أبشر أمير المؤمنين فإنّه ... فتح أتاك به الإله كبير
  فلقد تباشرت الرّعيّة أن أتى ... بالنّقض(٢) عنه وافد وبشير
  ورجت بيمنك(٣) أن تعجّل غزوة ... تشفي النّفوس نكالها مذكور
  أعطاك جزيته وطأطأ خدّه ... حذر الصّوارم والرّدى محذور
  فأجرته من وقعها وكأنّها ... بأكفّنا شعل الضّرام تطير
  وصرفت في(٤) طول العساكر قافلا ... عنه وجارك آمن مسرور
  نقفور إنّك حين تغدر أن نأى ... عنك الإمام لجاهل مغرور
  أظننت حين غدرت أنك مفلت ... هبلتك أمّك ما ظننت غرور
  / ألقاك حينك في زواخر بحره ... فطمت عليك من الإمام بحور
  إنّ الإمام على اقتسارك قادر ... قربت ديارك أو نأت بك دور
  ليس الإمام وإن غفلنا غافلا ... عما يسوس بحزمه ويدير
  ملك تجرّد للجهاد بنفسه ... فعدوّه أبدا به مقهور
  يا من يريد رضا الإله بسعيه ... واللَّه لا يخفى عليه ضمير
  لا نصح ينفع من يغشّ إمامه ... والنّصح من نصحائه مشكور
  / نصح الإمام على الأنام فريضة ... ولأهله كفّارة وطهور
  فتح هرقلة
  قال: فلما أنشده، قال الرّشيد: أو قد فعل! وعلم أن الوزراء احتالوا في إعلامه ذلك فغزاه في بقيّة من الثلج، فاقتتح هرقلة في ذلك الوقت، فقال أبو العتاهية في فتحه إياها:
  ألا نادت هرقلة بالخراب ... من الملك الموفّق للصّواب(٥)
  غدا هارون يرعد بالمنايا ... ويبرق بالمذكَّرة القضاب(٦)
  ورايات يحلّ النّصر فيها ... تمرّ كأنّها قطع السّحاب
  أمير المؤمنين ظفرت فاسلم ... وأبشر بالغنيمة والإياب
  قال محمد(٧): وجعل الرشيد قبل وصوله إلى هرقلة يفتح المدن والحصون ويخرّبها، حتى أناخ على هرقلة وهي أوثق حصن وأعزّه جانبا وأمنعه ركنا، فتحصّن أهلها، وكان بابها يطل على واد، ولها خندق يطيف بها،
(١) ف: «أعطيته».
(٢) ب: «بالنقد».
(٣) ب، «التجريد»: «ورجت يمينك».
(٤) ف: «من طول».
(٥) في «التجريد»: «الموثق بالصواب».
(٦) المذكرة القضاب: الداهية الشديدة القاطعة.
(٧) ف: «قال محمد بن يزيد».