كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب أشجع وأخباره

صفحة 423 - الجزء 18

  (⁣١) قال مؤلف هذا الكتاب: فأخذ هذا المعنى بعض المحدثين من أهل عصرنا، فقال في مغنّية تعرف بالشّاة:

  بحبّ الشّاة ذبت ضني ... وطال لزوجها مقتي

  فلو أنّي ملكتهما ... لأسعد في الهوى بختي

  فأدخل في استها أيري ... ولحية زوجها في استي⁣(⁣١)

  يهنئ يحيى بن خالد بسلامته من المرض

  أخبرني أبو الحسن الأسديّ، قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: حدثني صالح بن سليمان، قال:

  اعتلّ يحيى بن خالد ثم عوفي، فدخل النّاس يهنئّونه بالسّلامة، ودخل أشجع فأنشده:

  لقد قرعت شكاة أبي عليّ ... قلوب معاشر كانوا صحاحا⁣(⁣٢)

  فإن يدفع لنا الرّحمن عنه ... صروف الدّهر والأجل المتاحا

  فقد أمسى صلاح أبي عليّ ... لأهل الدّين والدّنيا صلاحا⁣(⁣٣)

  إذا ما الموت أخطأه فلسنا ... نبالي الموت حيث غدا وراحا

  قال: فما أذن يومئذ لأحد سواه في الإنشاء لاختصاص البرامكة إيّاه.

  يعود علي بن شبرمة في مرضه

  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثنا محمد بن عمران⁣(⁣٤) الضّبّيّ، قال: سمعت محمد بن أبي مالك الغنويّ، يقول:

  / دخل أشجع السّلميّ على عليّ بن شبرمة يعوده، فأنشأ يقول:

  إذا مرض القاضي مرضنا بأسرنا ... وإن صحّ لم يسمع لنا بمريض

  / فأصبحت - لمّا اعتلّ يوما - كطائر ... سما بجناح للنهوض مهيض

  قال: فشكره ابن شبرمة وحمله على بغلة كانت له.

  منعه حاجب أبان بن الوليد من الدخول عليه فهجاه

  أخبرني الحسن، قال: حدّثنا ابن مهرويه، قال: حدّثني محمد بن عمران، قال: سمعت محمد بن أبي مالك يقول:

  جاء أشجع ليدخل على أبان بن الوليد البجليّ، فمنعه حاجبه، وانتهره غلمانه، فقال فيه:

  ألا أيّها المشلي⁣(⁣٥) عليّ كلابه ... ولي - غير أن لم أشلهنّ - كلاب

  رويدك لا تعجل عليّ فقد جرى ... بخزيك⁣(⁣٦) ظبي أعضب وغراب


(١ - ١) ساقط من ف.

(٢) في «الشعر والشعراء»:

... كانت صحاحا»

(٣) في «الشعر والشعراء»:

«لأهل الأرض كلهم صلاحا»

(٤) ب: «عبدان».

(٥) المشلي: المغري.

(٦) ب، مد: «بجريك»، وظبي أعضب: انكسر قرنه.