كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن مفرغ ونسبه

صفحة 443 - الجزء 18

  فلو كنت حرّا أو حفظت وصيّة ... عطفت على هند وهند تسحّب

  / وقاتلت حتى لا تري لك مطمعا⁣(⁣١) ... بسيفك في القوم الذين تحزّبوا

  وقلت لأمّ العبد أمّك: إنني ... وإن كثر الأعداء حام مذبّب⁣(⁣٢)

  ولكن أبى قلب أطيرت بناته⁣(⁣٣) ... وعرق لكم في آل ميسان يضرب

  وقال في ذلك أيضا:

  ألا أبلغ عبيد اللَّه عنّي ... عبيد اللَّؤم عبد بني علاج

  عليّ لكم قلائد باقيات ... يثرن عليكم نقع العجاج

  تدّعيت الخضارم من قريش ... فما في الدّين بعدك من حجاج⁣(⁣٤)

  أبن لي هل بيثرب زند ورد ... قرى آبائك النّبط العجاج!⁣(⁣٥)

  وقال فيه أيضا:

  عبيد اللَّه عبد بني علاج ... كذاك نسبته وكذاك كانا

  أعبد الحارث الكنديّ ألا ... جعلت لإست أمّك ديدبانا⁣(⁣٦)

  / فتستر عورة كانت قديما ... وتمنع أمّك النّبط البطانا

  وقال يهجو عبيد اللَّه وعبّادا، أنشدناه جماعة، منهم هاشم بن محمد الخزاعيّ، عن دماذ، عن أبي عبيدة، وهذا من قصيدة له طويلة أوّلها:

  جرت أمّ الظَّباء ببين ليلى ... وكلّ وصال حبل لانقطاع

  / يقول فيها:

  وما لاقيت من أيّام بؤس⁣(⁣٧) ... ولا أمر يضيق به ذراعي

  ولم تك شيمتي عجزا ولؤما ... ولم أك بالمضلَّل في المساعي

  سوى يوم الهجين ومن يصاحب ... لئام الناس يغض على القذاع⁣(⁣٨)

  حلفت بربّ مكَّة لو سلاحي ... بكفي⁣(⁣٩) إذ تنازعني متاعي

  لباشر أمّ رأسك مشرفيّ ... كذاك دواؤنا وجع الصّداع


(١) ف: «مطعما».

(٢) مذبب: مدافع.

(٣) ب: «ثيابه».

(٤) ف: «خلاج». والخضارم جمع خضرم، وهو السيد الحمول أو الجواد المعطاء.

(٥) ما، مد:

«بربي إيليا النبط العجاج»

وفي ب، س:

«فربي إيليا ...»

وزندورد: بلد قرب واسط، والعجاج: رعاع الناس («قاموس»).

(٦) الديدبان: الرقيب.

(٧) ف: «شرّ».

(٨) القذاع: الفحش والمشاتمة.

(٩) ف: «لو بكفي سلاحي».